[
U3F1ZWV6ZTQ4NzYxODA3NTc1OF9GcmVlMzA3NjMxNjQ2Njc2

العراب والعطايا

 الحلقة العاشرة

", العراب والعطايا,روايات رومانسية,قصص رومانسية,روايات رومانسيه,روايات عاطفية,رومانسية,روايات,قصص عاطفية,رواية,قصة رومانسية,قصص رعب رومانسية,قصص رومانسية حزينة,قصص رومانسية مضحكة,قصص رومانسية قراءة,قصص قصيرة رومانسيةما وراء الطبيعة,ماوراء الطبيعة,قصص ما وراء الطبيعة,ظواهر خارقة,ظواهر خارقة للطبيعة,ظواهر,خارقة,ظواهر خارقه,ظواهر خارقة للعادة,ظواهر غامضة,ظواهر طبيعية خارقة,ظواهر خارقة حيرت العلماء,ظواهر خارقة للطبيعة ومرعبة,5 ظواهر,ظواهر خارقة تبقى دون تفسير مقنع,قوى خارقة,أشياء خارقة للطبيعة,ظواهر خارقة تتحدى العلم وتبقى بلا تفسير,ظواهر غير طبيعية,عطايا,عطايا الله,العطايا,أرض العطايا,يا الله,سلام العشق,معطي,الله,يا رب,لاتياس من روح الله,العراب,العرّاب,دراما,الجزء,عبارات,لو اني اعرف,"
الحلقة العاشرة

رابط الحلقة التاسعة: من هنا
رابط الحلقة الثامنة : من هنا
رابط قسم الروايات : الرواية

كلنا بشر .... متباينون ولكننا متساوون كلنا نتنفس الهواء وتحكمنا نفس آلية الجسد ونعيش تحت السماء وفوق الأرض ... لكنها المنح والعطايا من الله هى ما تشكل فرقا ليس فى المنح ولكن فى العطاء  

فمن يُمنح فيعطى غير من يُمنح ويبخل

كيف نعرف ما هو ممكن وما هو مستحيل ؟؟ كيف أكتسب كل من النقيضين صفاته بين البساطة وبين القول ببالغ الصعوبة ؟؟ لكن بعد ما عشته ومازلت أعيشه أستطيع أن أجزم أنه لا يوجد ما يطلق عليه المستحيل فهو محض أختلاق ينبع من ضعفنا ووهن نفوسنا .. قد أكون مخطئاً لكنى واثق أن هناك من يؤمن .. فقط الأيمان هو السر العظيم الذى لم تستشفه عقولنا لضيق أفقها لكن أستشعرته قلوبنا فأصبحت تقتات منه وتكسرت كل النظريات والحتميات أمامه .. لا ندرك وقت بداية الأشياء ونحن نعايش ميلادها ولا نستطيع معرفة متى تنتهى الا ونحن خارجها وقد مضت وخلفت لدينا الذكريات ... قد نمتعض من حاضرنا ولكن حين يمر ويصبح شيئ من الماضى قد نتمناه بكل ما فينا من حنين للعودة الى هذه النقطة مرة أخرىولو تخلينا عن ما بقى من حياتنا ...
كنت أجلس بين يدى الشيخ عزيز غير مبالى فكل ما كان يهمنى أرضاء أبى وأعتبرتها دقائق سأتحملها وستمضى هكذا كنت مستسلماً حتى يحين الأنتهاء .. لم أكن أدرى أنها ستكون دقائق يتغير فيها الكثير لا بل ستتغيير فيها حياتى بأكملها ... فوجئت بالشيخ عزيز يكلمنى بالتخاطر كما نفعل أنا وهى ويوسف .. تتعجبون لكلمة التخاطر هو من قال هذا !! كان يسألنى هل أعرف الهبة التى أملكها .. وهل أدرك حدودها ؟؟؟ وانا ما زلت محدقاً فى ذهول فى وجهه والتشكك يتملك عقلى أنه لا يسمع هذا أى عقلى ... ولكن الشيخ عزيز أبتسم فى هدؤ متزن مريح بعث فى نفسى الراحة وهو يطلب منى الأيمان بما أملك حتى أستطيع أن أملكه فالهبات تذهب وتذبل حين لا نؤمن بها من داخلنا ونرعاها .. نعم أنا أعى كل ما يقول لكنى مازلت صامت لا أعرف ما أقول .. ربت على كتفى ونظر نحو والدى وهو يقول له : ولدك ربنا بيحبه يا عبد العاطى وطريقه خير ومعاه باب من نور .. سيبه وحاله يا حج ... وأبى يهز رأسه فى رضا وأستسلام وشيئ من السعادة فى ملامحه هو وأمى .. عاد وألتفت لى وكرر مرة أخرى أن أرعى هبتى فربما هى البداية لهبات من الله لا يدركها عقلى بعد وأن أؤمن وأترك التشكك فالروح النقية رزق من الله ... كنت أستمع فى شغف وأهز رأسى مؤمناً على الكلمات التى تتدفق فى عقلى وأهلى ينظرون نحوى فى تعجب فلا يوجد ما يدعونى لهز رأسى بهذه الطريقة .. نظر نحوهم الشيخ عزيز وهو يقول : متستغربوش ولدكم من أهل الله ومن دلوقتى ورايح تتبعوه وتعملوله اللى عايزه .. وياله أتوكلوا على الله وسبوه معايا شوية ... نظر والدى نحو أمى وأشار لها أن تقوم هو وأخوتى وظلتت جالساً وبدأ الشيخ يكلمنى بالصوت والكلمات لكن ما قاله كان مفاجأة لى : عاوزك تراعى ربنا فى الواد الصغير وتراعيه وتاخد بالك منه وتدارى عليه بعنيك ومحدش يعرف اللى أنتوا فيه انتوا التلاتة .... كيف يعرف هذا الرجل كل هذا ؟؟؟ وألتقط السؤال من عقلى وأجابنى : يا ولدى أنا قاعد منتظرك من الصبح بأمر ربنا مش قلتلك لسه انت مش عارف اللى وهبهولك ربنا أحمده وراعيه وأوعاك تخاف ولا تقلق ربنا وحده العالم بيمنح عطاياه لمين وليه هو وحده اللى بيصطفى ويختار .... هو وحده اللى عنده الأسباب والحكمة فمتدورش على الحكمة فتبقى عبد ليها لكن أتبع السبب وتلى الآية ( وآتيناه من كل شيئ سبباً فأتبع سبباً )... كانت هناك راحة وسكينه تتسرب لروحى وللمرة الأولى منذ جلست أنطق : صدق الله العظيم ... تابع هو : أهم حاجة تشوف وتصدق بقلبك وروحك مش بعقلك بس ..
شعرت بأنه اصبح طبيبى من أثر الراحة التى أستشعرتها بين يديه فسألته عما يصيبنى من أرتعاشى المتكرر والوهن فى جسدى ؟؟؟ ضحك وهو يقول : الروح يا حسن بتهيئ الجسد والعقل والقلب متخفش بس خلى بالك من الرسالة والأمانة اللى بين ايديك فاهم .. وعاد يكرر فاهم ؟؟؟ أدركت أنه يقصد يوسف فابتسمت وهززت رأسى بالإيجاب ... فوجدته يطلب منى الذهاب وأرسال أبى له ... لا أعرف كنت مستريح معه ولا أرغب فى القيام شعرت معه بالألفة والراحة وكأن شيئاً كان يجثم على صدرى وانزاح ... وجدته يبتسم ويعيد الطلب وهو يدعو لى دعوات لم أسمعها من قبل ... دعوات ألقت فى نفسى السعادة والراحة من فورها ...وتحركت أبحث عن أبى ووجدته فى ركن قريب يراقبنى أنا والشيخ عزيز فذهبت له وأخبرته أن الشيخ يريده .... تحرك مسرعاً نحوه وجلست بجوار أمى التى ربتت على كتفى فى حنان والسرور والرضا مرتسم على وجهها .... جلست وأسندت رأسى على الحائط الرخامى وأنا أراقب والدى وهو يجادل الشيخ عزيز ويتناقش معه كان الشيخ يطلب منه الموافقة على طلبى الزواج من سحر ووالدى يحاول أخباره بأسبابه فى الأعتراض .. والشيخ يلوح بمسبحته فى الهواء وهو يكرر على والدى أن هذا فيه الخير لى .. ووالدى يحاول مرة أخرى أثناءه عن موقفه فما كان من الشيخ إلا أن يخبره إن أرادة الله نافذة شاء أم أبى ... ووجدته يطلب من والدى الذهاب فتحرك والدى عائداً والحيرة تعلو وجهه ... وكل هذا الحوار كنت أعيه كأنى جالس بينهم .. الشيخ يخاطرنى ألا أقلق وألا أنسى ويودعنى .. وصل أبى وطلب منا الذهاب وأنطلقنا للمنزل دون كلمة ووصلنا وذهب كل الى غرفته وأنا جلست على مقعد منزوى واتصلت بها وطلبت منها أن نلتقى وأن تمر على بسيارتها لأننى أصبحت لا أملك سيارة وضحكت وهى تخبرنى أن السيارة سيتم أصلاحها واستغربت كيف ؟؟! .. هى أتصلت بأحدى المراكز وطلبت منهم الذهاب وأخذ السيارة وعمل اللازم وسيكونوا فى الطريق وأنها كانت ستتصل لأذهب للتوقيع على أستلامها من القسم وشوكت بيه قام باللازم وطلب من أحد الضباط أنهاء الموضوع سريعاً... أخذت أضحك : انتوا كده اتبنتونى .. وضحكنا ... لو أن الحياة كلها سعادة .. أنهيت المكالمة وحصلت على حمام سريع ونزلت لأجدها فى أنتظارى وعلى وجهها أبتسامة متفائلة جلست بالمقعد بجوارها فبادرتنى : هو شعرك هيطلع امتى ؟؟... وضحكت سألتها : مش عاوز حد يشوفك مع واحد أقرع ؟؟ أكيد هيطلع بس معرفش أمتى !!.. مدت يدها تتحسس رأسى وهى تقول بضحك : بدأت تشوك اهيه ... وانا كنت منتشى من مجرد لمسة يدها لرأسى وأبتسامة سعيدة تعلو وجهى وأمسكت بيدها وقبلتها فأحمر وجهها خجلاً وسحبت يدها برفق من بين يدى وهى تطلق زفرة سعيدة وتتحرك بالسيارة وأنا لا أفعل شيئ غير التحديق لملامحها وهى تطلب منى أن أكف عن التحديق اليها هكذا فقد ترتكب حادث بهذه الطريقة .. نظرت الى الطريق وأنا أخبرها انى لا أحتاج للنظر اليها فحدقاتى مطبوعة عليها كل تفاصيل ملامحها حتى الدقيق منها الذى قد لا تراه هى فى مرآتها ... 
هى مبتسمة : لأ بص أسهل ... أنا مش قد الكلام الحلو بتاعك ده وكده أكيد هنعمل حادثة ... ضحكنا من قلبينا .. لم نكن نشعر بالسيارات ولا الزحام من حولنا كنا نشعر أننا بمفردنا فى كوكب منعزل خاص بنا .. وصلنا القسم وأنهينا الأجراءات وكانت السيارة مهشمة تماماً حضر الونش وأخذ السيارة وأنطلقنا لنتناول الغداء وصلنا المطعم وجلسنا فى انتظار الطعام وشعرت انها تريد ان تخبرنى بشيئ ومترددة كانت تريد ان تفاتحنى فى موضوع يوسف ووالدها وسبقتها : متقلقيش هنبقى مع بعض احنا الأربعة ... اتسعت عيناها عن آخرهما فى فرح وانفعال وهى تمسك يداي المبسوطتان فوق الطاولة وتضغط عليهما بشدة من فرط الأنفعال : انت بتتكلم بجد .. انت عارف انا عايزة ابوسك عايزة اقوم اتنطط ...عاوزة مش عارفة .. انا بحبك .. بحبك وبموت فيك ... كانت المرة الأولى التى أسمع هذه الكلمة صراحة تخرج من بين شفتيها أنه ليس حلم أنا مستيقظ ومعها وهى سعيدة كل هذه السعادة شعرت بأنها طفلة صغيرة بريئة جميلة بمشاعر عفوية وفطرية لا تكلف فيها كنت أود لو ضممتها لصدرى وقبلت وجنتها التى أصبحت متلونة بصبغة من الأزهار الوردية الرائقة وبهدؤ قربت رأسى نحوها فأقتربت بدورها وبصوت خفيض : انا بعشقك مش بحبك بس .. وفجأة تحولت الى مجنونة حقيقية قبلت يدى وجذبتنى وقامت : ياله هنروح .. ياله بينا بسرعة 
انا : والاكل اللى طلبناه ... هى وقد أصابتها لوثة ما .... انها السعادة حين تهبط من السماء الى قلوبنا مباشرة كشهاب متأجج .... كانت تتكلم بسرعة لم اعتدها : هنخده تيك أواى ياله .. ولا قلك هعملك الأكل اللى انتا عايزه ... ياله عاوزة افرح يوسف وبابا ... وجذبتنى بشدة لأتحرك فطلبت من النادل احضار الطعام لنأخذه معنا وأنطلقنا وهى تقود بجنون وتثرثر بمليون كلمة فى الثانية الواحدة وأنا كل ما أفعله الضحك والنظر اليها فى حالة الأضطراب الشديد هذه وهى تضع خطط لحياتنا ... مئات الخطط لحياتنا وكلها جنونية متصاعدة ... وصلنا لمنزلها ووقفنا ننتظر المصعد الكهربى الذى تأخر قليلاً فجذبتنى لنصعد السلالم فى مارثون عجيب وانا اركض بجوارها مسلوب الارادة وكنت فى قمة سعادتى بهذه اللحظة وانا اعيش سعادتها هى ... وارادتها هى .. وجنونها هى ... وصلنا الباب ونحن نلهث وانا احاول التقاط انفاسى واذكرها : انا لسه طالع من حادثة ومستشفى .. براحة شوية .. فما كان منها الا ان طبعت على خدى قبلة سريعة وهى تفتح الباب وجذبتنى للداخل وهى تنادى على شوكت بيه الذى خرج مرتبكاً قلقاً من ندائها وفوجئ بوجودى وهى قابضة على يدى ونظر ليدانا المتشابكتان نظرة ذات مغزى لاحظتها ولكنها لم تلاحظها فهى تثرثر فى سرعة : بابا حسن عاوزك فى موضوع ... سحبت يدى من يدها واتجهت نحو شوكت ومددت يدى فبادلنى السلام وجلس وطلب منى الجلوس وهى ذهبت لتحضر يوسف من الداخل ... سألنى شوكت : خير يابنى ؟؟؟ أنا اخبرته بنفس الطلب الزواج من سحر .. ابتسم وسألنى عن موقف الأسرة ؟؟ وانا بتسرع : موافقين طبعاً .. خرجت من الغرفة ويوسف يعدو نحوى ويحتضننى ويقبلنى بسعادة يبدو انها اخبرته وسألتنى إن كنت اخبرت والدها ؟؟ فرد شوكت : الموضوع لسه يا بنتى ليه اجراءات واستعدادات ووو.. قاطعته وهى توجه كلامها لى : انت مقولتلوش ؟؟؟ .... 
انا أقاطعها : انتى مديانى فرصة ... ونظرت الى شوكت بيه الذى بدى على وجهه الحيرة والقلق وأخبرته اننى لا امانع ان نعيش سوياً نحن الأربعة بل واريد هذا من كل قلبى ... انتفض شوكت من السعادة وتهلل وجهه فرحاً وتوكأ على عكازه ليقوم فهممت لمساعدته .. وإذ به يحتضننى ودموع رقراقة فى عينه .. ضممته ... كان كغريق فى بحر هائج يبحث عن النجاة ولو بقشة فإذ به يجد زورقاً يحمله للشط .. كان يشكرنى ويخبرنى انه اطمئن عليهم معى ولا يريد شيئاً من الحياة أكثر من هذا ... كان يكرر لى أننى انسان ... شعرت بالشفقة عليه خصوصاً وانا اعرف حقيقة مرضه التى لا تعرفها سحر وهذا مما دفعنى برغبة حقيقية صادقة نابعة من قلبى ان يكون معنا ونكمل حياتنا سوياً ... سحر تضحك وهى تداعب والدها : كده هغير ايه الحب دا كله يا سعادة المستشار ؟؟ ابتسم لها ومد يده لها فقامت وذهبت له فضمها وقبلها وهو يتمنى السعادة لنا فى حياتنا مسحت بكفها الرقيق الدمعة المنحدرة من عين شوكت بيه وقبلته ونظرت لى تسألنى عن الطعام .. وسقط فى يدى لقد نسيناه فى السيارة فى غمرة الجنون الذى كنا نعيشه والسعادة فطلبت منها مفتاح السيارة لكنها قفزت من مكانها وهى تبتسم وتقول بسخرية : خليك انت لسه طالع من حادثة ووو اه ومستشفى وصحتك تعبانة .. وضحكت ...  
انا : لا صحتى زى البومب لسه مخلص مارثون ع السلم ... تحركت سريعاً وجاء يوسف وجلس بجوارى وانتظرشوكت بيه حتى غابت قليلا ومال نحوى يوجه سؤاله لى : قولى يا حسن سحر ضغظت عليك فى الموضوع ده ... اقسمت له ان الامر نابع منى وهى لم تنطق كلمة ولم تطلب منى شيئ من الأساس ... شعر الرجل بالراحة واتكأ للخلف : الحمد لله .. عموماً اى حاجة انتا عاوزها انا موافق عليها واى حاجة محتاجها متترددش انك تطلبها منى انت عارف طبعاً كل حاجة وانى بعتبرك ابنى ... 
اخذنا نثرثر فى الأمر والترتيبات وأنا أخبره اننى لم افكر فى شيئ محدد بعد المهم فى الأمر ان نكون معاً لا تهم الكيفية حسب ما نتفق عليه ... وجدت شوكت بيه ينبهنى لتأخر سحر وهو يسأل عن مكان السيارة .. فعلاً تأخرت .. ربما ذهبت لتشترى شيئاً ما .. لكن لا أعرف لماذا دب القلق فى قلبى فقررت النزول للأطمئنان وفوجئت عند نزولى بوجود ممدوح يقف مع سحر وهى منفعلة ... تحركت بهدؤ الى حيث يقفوا وكانت سحر تولينى ظهرها فلم ترانى الا عندما ثبت ممدوح نظره نحوى وانا اقترب منهم  فالتفتت لتجدنى مقبل نحوها .. وشعرت انها كمن وجد من ينقذها من هذا الشخص السمج الذى لا أطيقه بتاتاً فوجوده يعنى الضيق والكآبة وهذا منذ أن رأيته أول مرة بالنادى .. وضعت يدى على كتف سحر وانا اسألها لماذا تأخرت متجاهلاً وجوده لا أعرف سبب تصرفى هكذا بل ووجدت سحر تنظر لممدوح نظرة متحدية : معلش يا بيبى عارفة انك جعت الاستاذ ممدوح كان بيسألنى عن حاجة وماشى دلوقت .. رمقنى ممدوح بنظرة يملؤها الحنق والغيظ والكراهية اما انا فلم اكن اعيره ادنى انتباه فقط كنت اتلذذ باللقب الجديد الذى خرج من بين شفاهها للتو والذى لم يدعونى احد به من فى قبل على طول حياتى وعرضها .... بيبى .. ومسحت صلعتى بتلذذ وامسكت يدها وتحركت دون ان القى كلمة وهو ما زال واقف يحدق فينا وفجأة وجدته يناديها باسمها بصوت عالى يحمل نبرة من العصبية والتهديد وانتفض الكائن الصعيدى داخلى وفى هدؤ طلبت منها الصعود وانا سألحق بها .. أمسكت بيدى بخوف أخبرتها بالتخاطر الا تخاف تحركت نحو مدخل البناية وانا استدرت وعدت نحوه وبكل حزم : حضرتك سحر خطيبتى دلوقت وانا راجل صعيدى ودمى حامى حبتين فلا اشوفك تناديها تانى ولا تكلمها ولا تفكر حتى تبصلها مفهوم ؟؟؟ اخذ يلوك لسانه فى فمه وهو مل زال ينظر لى نظرته المقيته محاولاً تهديدى بهذه الطريقة لكنه وجدنى كصخرة غير مبالية بامواج البحر المتلاطمة انظر له غير عابئ به ففضل الانسحاب وهو يقول : هنشوف ! لم اكن فى مزاج يدعونى للتقاتل معه هذا الكائن الذى ينغص على لحظات الفرح فى حياتى ... كلما شعرت بالسعادة يقفز امامى من العدم ليبدل سعادتى الى شيئ آخر ضيق غضب لكن ليس اليوم مهما فعلت ... ظللت واقفاً عاقداً يداى امام صدرى حتى غاب عن عينى تماماً وانا ارمقه بنظرة محذرة متحدية عله يفهم .... عدت لأجد سحر واقفة بطرف المدخل بحيث تستطيع مراقبتى .. وجدتها تنتظرنى والقلق يأكل قلبها لكنى طمأنتها لا يوجد شيئ يستدعى قلقها وضعت يدى على كتفها وتحركنا نحو المصعد وهى تحتضن يدى الموضوعة على كتفيها بكلتا يديها وتلفها حول رقبتها وتغمض عينها كهرة صغيرة منكمشة فى استسلام ... تنتابنى مشاعر متباينه دائما وهى معى  ربما هى من تلقيها فى قلبى اشعر كأنها طفلتى احيانا وكأنها أمى احيانا وكأنها نساء الدنيا بفتنتها احيانا وكأنها الدنيا بأسرها احيانا .... لا أعرف كلها مشاعر عفوية عذرية فى تبدل لا اتحكم به البتة .. كان ما يشغلنى ماذا سنخبر شوكت بيه عن تأخرنا فقد تأخرت أنا أيضاً .. دخلت سحر للمطبخ لتحضر الأطباق وتعد السفرة وسألنى شوكت عن تأخرنا فأخبرته ببساطة حتى لا يظن بى سؤ وخصوصا اننى تعلمت من المرة السابقة عندما اتى ممدوح وكان يوسف معى : نزلت لقيتها واقفة مع ممدوح ..... سمع الاسم وانتفض كمن لدغته عقرب ونادى عليها بعصبية وانفعال جاءت مسرعة قلقة وسألها ماذا يريد هذا الشخص ؟؟؟ وهو يطلق مجموعة من الصفات الدنيئة المصحوبة بالسباب ولم أكن معتاداً على شوكت بيه فى هذه الحالة وسحر تحاول أن ترجئ الكلام فى الأمر لكنه يصدمها : انا عرفت كل حاجة من يوسف ومن عمتك ومكنش المفروض تخبى عليا حاجة زى كده .... انهارت سحر على اقرب مقعد وقد بدأت فى البكاء وانا فى حيرة من الامر لا افهم اى شيئ وهى تبكى ودون وعى قمت وجلست على المقعد المجاور لها وانا اربت على كتفها واسألها ان كان ضايقها فيرد شوكت بتلقائية وهو يقص على ما عرفه من مطاردته لها وطلب يدها وتكرار مضايقتها ... كان يقول الكلمات فى انفعال اما انا فقد كان عقلى يغلى والجحيم يفتح ابوابه ليستقبل الوافدين من امثال ممدوح هذا لينزلوا الى قاعه غير مأسوف عليهم .... الظلام يخيم على عقلى شيئا فشيئا ... وتذكرت نظرته اذا لهذا كنت تظن نفسك غريمى ... فليكن .. ودون ان اشعر اخذت مفاتيح السيارة من على المنضدة حيث القتها سحر عندما دخلنا وتحركت فى سرعة وشوكت ينادى وسحر تنادى وانا لا اسمع شيئاً ولكنها جرت خلفى ولحقتنى عند الباب وتعلقت بيدى وهى تبكى : عشان خاطرى متنزلش ... حقكم عليا انا غلطانة ... بس عشان خاطرى خليك دلوقت .. لكن الغضب المستحكم والبركان الفائر الذى يلقى بحممه داخل روحى جعلنى لا اسمع ولا استجيب ولا اشفق من اجل دموعها يوسف يخاطرنى أن أبقى وأنا رافض لكل هذا .... افلت يدى منها ونزلت عدوا على السلالم ووصلت السيارة ولكنها لحقتنى هى ويوسف عند السيارة وهى ما زالت تعيد توسلاتها .. وقفزت داخل السيارة تبكى وتتوسل ان أهدأ وبدأت أهدأ بالفعل فقد أجبرتنى على الهدؤ بنزولها الى هنا هى ويوسف ولحق بهم شوكت بيه ايضا وهو يعتذر منى ويطلب منى الصعود الى أعلى ... فليكن فلن أذهب لمعركة وأنا محمل بكل هؤلاء نساء وشيوخ واطفال انها معركة خاسرة وبكل تأكيد هممت بالنزول من السيارة لكن سيارة من نوع الجيب توقفت جانباً وفى لحظة نزل منها بعض اشخاص مفتولى العضلات وأمسكوا بيوسف وسحر تعلقت بيد يوسف وهى تصرخ ولم أشعر كيف التفتت حول السيارة وأخذت حجراً كبيرا من الأرض وكورته فى يدى وظللت أضرب به اقرب الأشخاص لى الذى لكمنى وألقى بى جانباً على الرصيف ولمحت سحر تعض الرجل الذى يحمل يوسف فيدفعها بعيداً .... وفجأة توقف المشهد ... يوسف يضع كفيه الصغيرين على جانب رأسه ويطلق آنة مكتومة ويقع الرجل الذى يحمله على الأرض مغشياً عليه ربما ميتاً ربما لا أدرى كل ما أذكره فورة الأدرنالين فى عروقى وقفزى نحو الأشخاص الباقين ولا أدرى ما حدث بعدها استفقت لأجدهم ممددين على الأرض ....   هل انا من فعل هذا ؟؟؟ أم يوسف هو من فعل هذا ؟؟؟؟ فأنا رأيت بعينى الرجل الذى كان يحمله وهو يتكوم على الأرض وكأنه قد سلبت منه الحياة فجأة دون أن يمسه أحد فليكن ليس المهم من فعل هذا المهم اننا نجونا ... تجمهر الناس من حولنا يساعدوننا والأسئلة الفضولية والعيون المتطفلة ولم ألاحظ شوكت وهو يتصل بالشرطة التى بدأت اصوات السرينه تسمع من بعيد وقد بدأ الوعى يعود تدريجياً لمنفذى محاولة الأختطاف فطلبت من المحيطين بهم امساكهم حتى وصول الشرطة لكن أفلت اثنان منهم وقفزوا الى السيارة وانطلقوا بها فى سرعة حتى لنهم كادوا يدهسوا الناس التى تحاول منعهم من الفرار وتركوا خلفهم اثنان ممن جاءوا معهم وصلت سيارات الشرطة والناس يوجهونها لتتبع السيارة الجيب فانطلقت خلفهم احدى السيارات وبقت السيارة الأخرى وهبطت منها القوة الأمنية وامسكت بالشخصين اللذين امسك بهم الناس وطوقوهم بقوة وامسكوا بهم واقتادوهم للسيارة وهرعت الى سحر ويوسف لأطمئن عليهم وتوجه شوكت بيه لضابظ الشرطة يقص عليه ما حدث  وطلب منه الضابط اللحاق بهم الى القسم وانطلقت الشرطة بالمجرمين وسحر جالسة على الرصيف وهى تحتضن يوسف وترتعش وتبكى وانا احاول طمأنتها وجعلها تهدأ دون جدوى .... ووجدتنى احتضنها هى ويوسف واحاول مساعدتها للقيام وأجلستها فى السيارة فى المقعد الخلفى وطلبت من شوكت بيه الركوب للحاق بقوات الشرطة الى القسم لكنه كان يطلب منى الصعود للشقة اولا وترك سحر ويوسف لكنى رفضت لن اتركهم خلفى واذهب ولن اتركه يذهب وحده .. فكر قليلا وصعد الى السيارة وانطلقنا ... سحر لم تكف عن البكاء ويوسف يمسح دموعها وانا اقود السيارة بعصبية وكلمات الشيخ عزيز صداها يتردد فى عقلى ... وصلنا الى القسم ودخلت وشوكت بيه للمأمور الذى قابلنا بترحاب وأصطحبنا الى ضابط المباحث سامى بيه ... كان رجل ودود ظل يستمع لشوكت بيه حتى فرغ من القصة وسأله من الذى يتهمه وفوجئت بشوكت بيه بانه لا يتهم احد هذا ما حدث ببساطة .. كنت سأتكلم ولكن شوكت أسكتنى باشارة من يده ... كيف لا يتهم أحداً فهو ممدوح بكل تأكيد ... وشعرت بالحنق والضيق واستأذنت لأخرج للأطمئنان على سحر ويوسف .. وجدت سامى بيه يخبرنى انه سيأتى معى سرنا معاً فى أروقة القسم وهو يتجاذب الكلام والتوجيهات مع افراد الأمن حتى وصلنا الى باب القسم فوجه سؤاله لى من برأى له مصلحة فى عملية الأختطاف ؟؟؟ ودون تردد أخبرته أنه ممدوح والد يوسف كنا قد وصلنا الى مكان السيارة لكن كانت المفاجأة الصادمة .... التى انخلع قلبى لها وطار صوابى واصبحت كالمجنون ...
تابعونا فى الحلقة القادمة 



تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة