[
U3F1ZWV6ZTQ4NzYxODA3NTc1OF9GcmVlMzA3NjMxNjQ2Njc2

حصاد الخوف

 هذا هو نتاج ما زرعتموه فى أرواحنا قبل مئات الأعوام من وهن وخوف .. 

هذا هو حصاد الخوف

كانت امهاتنا ونحن صغار يحكون لنا عن أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة والعسكرى والعو وغرفة الفئران .. وكانت هياكل الرعب المقدس فى قلوبنا الصغيرة أن ينفرد بنا أحد هذه النواميس الخفية فى الظلام فيفتك بنا ويقتلنا رعبا .. كانت هذه الخطوات الأولى فى صناعة الخوف التى صارت تتطور مع الزمن وتطورت أحداثها تباعاً .. نمشى فى الشوارع نتلفت حولنا تملؤنا اليقظة المغلفة بالخوف .. حتى أحلامنا حتى ضحكاتنا .. وكل ما هو بإرادتنا وما هو خارج حدود هذه الإرادة يحمل فى ثناياه بصيص من الخوف المقنع .. كانوا يدعونه المسالمة من باب التلطف .. ولكنه كان ذل الخوف بكل معانيه .. كان انكساراً فى النفس .. كان الجبن من الحياة ومن المواجهة .. 

أنت جبان فى داخلك تتخفى خلف ستار من افتعال الشجاعة الكاذبة الواهية التى تنقشع كسحابة عابرة من فورها .. وحدك .. لا توجد أدنى شجاعة .. وسط الصحبة تبدو شجاعاً كما يبدون شجعاناً لكن كل هذا محض دخان عند تطور الأمور ... لا أحد يستطيع المواجهة وحده .. لكننى أستطيع .. أبتسم فى محاولة لبث القليل من الأمل .. أنظر له فى تمعن .. يبدو غاضباً .. أخبره أن ربما شجاعة الغضب هى عابرة .. عينيه تزداد إحمراراً وهو يؤكد أنه يستطيع التحمل يستطيع المواجهة .. تركته فى صحراء الحياة ومضيت لحال سبيلى لكنى تركت معه أوراقاً طلبت منه أن يقرأها ليستطيع النجاة .. كنت قد خططت فيها آيات من القرآن الكريم لتكون زاده فى رحلته التى سيخوضها وحده .. فى قرار نفسى أعرف أنه سينجو إن فهم .. سينجو إن آمن .. كان ظلى يتبعنى وأنا أبتعد يتمسك بتلابيبى أن أعود ولكنى أدرك أن هذا هو الحل لينجو كما نجوت من خوفى .. أدرك أن الصحبة مع الله أفضل وأرقى من كل عبث فى صحبة مع الموجودات دونه جل جلاله .. فليختبر تمحيص الله لقلبه .. ويوماً ما سأعود له 

بعد سبع وعشرون عاماً عدت كنت كهلاً خائر القوى .. لكن قلبى ما زال فتياً قوياً تملؤه ذات العزة .. ذات الشجاعة لكنها شجاعة عجوز أكل من جسده الزمن .. حال كل الموجودات الفانية .. وجدته تلاقت وجوهنا تلاقت عيوننا تلاقت قلوبنا لقد أصبح رجلاً فى ريعانه .. كانت إبتسامته تخبرنى بما يريد أن يقول .. لقد نجوت .. لم يدرك بعد الحياة مازالت تحمل له الكثير .. 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة