[
U3F1ZWV6ZTQ4NzYxODA3NTc1OF9GcmVlMzA3NjMxNjQ2Njc2

العراب والعطايا

الحلقة الثامنة


", العراب والعطايا,روايات رومانسية,قصص رومانسية,روايات رومانسيه,روايات عاطفية,رومانسية,روايات,قصص عاطفية,رواية,قصة رومانسية,قصص رعب رومانسية,قصص رومانسية حزينة,قصص رومانسية مضحكة,قصص رومانسية قراءة,قصص قصيرة رومانسيةما وراء الطبيعة,ماوراء الطبيعة,قصص ما وراء الطبيعة,ظواهر خارقة,ظواهر خارقة للطبيعة,ظواهر,خارقة,ظواهر خارقه,ظواهر خارقة للعادة,ظواهر غامضة,ظواهر طبيعية خارقة,ظواهر خارقة حيرت العلماء,ظواهر خارقة للطبيعة ومرعبة,5 ظواهر,ظواهر خارقة تبقى دون تفسير مقنع,قوى خارقة,أشياء خارقة للطبيعة,ظواهر خارقة تتحدى العلم وتبقى بلا تفسير,ظواهر غير طبيعية,عطايا,عطايا الله,العطايا,أرض العطايا,يا الله,سلام العشق,معطي,الله,يا رب,لاتياس من روح الله,العراب,العرّاب,دراما,الجزء,عبارات,لو اني اعرف,"
الحلقة الثامنة

 رابط الحلقة السابقة : الحلقة السابعة

كلنا بشر .... متباينون ولكننا متساوون كلنا نتنفس الهواء وتحكمنا نفس آلية الجسد ونعيش تحت السماء وفوق الأرض ... لكنها المنح والعطايا من الله هى ما تشكل فرقا ليس فى المنح ولكن فى العطاء  

فمن يُمنح فيعطى غير من يُمنح ويبخل

فى غرفة بثينة جلست سحر على السرير الوحيد بالغرفة وأسندت رأسها للخلف تتذكر الأحداث المتسارعة التى تمر بها منذ ظهوره فى حياتها لماذا ألقته الأقدار فى طريقها وفى هذا التوقيت تحديداً .. تسمع طرقات خفيفة وينفتح الباب وتدخل بثينة الى الغرفة متهللة وتلقى حقيبة يدها الى أقرب مكان وتحتضن سحر وتقبلها وهى تلومها فى عتاب المحب : وحشتينى يا ندلة  فينك يا بنتى ولا تليفون ولا حتى بتطمنى عليا ؟؟؟

سحر : وانتى كمان وحشانى بس انتى عارفة مشغولة مع يوسف وبابا ..

تلاحظ بثينة نبرة حزينة فى صوت سحر فتسألها : فيكى حاجة مش مظبوطة مالك فيكى ايه ؟؟؟

وكأن سحر كانت تنتظر من يسألها هذا السؤال .. لا أحد حولها يسألها .. وأنطلقت تقص على بثينة كل الأحداث .. وكأنها تزيح صخرة تقبع على صدرها وتكتم أنفاسها .. تحكى بلا ترتيب وتعود لتحكى من جديد فى محاولة لترتيب القصة التى أصبحت تعيشها ولا تعرف لها رأساً من ذيل .. تحكى عن ممدوح ومضايقاته تحكى عن لقائها بحسن والأحداث المتسارعة التى تعايشها معه .. والدموع تترقرق لؤلؤات على وجنتيها فتزيد عيناها جمالاً وسحراً .. وهذا الأحمرار بوجنتيها وأرنبة أنفها من أثر البكاء .. لم تكن تشعر بما تقول كانت تخبر بثينة ببساطة أنها تحبه .. نعم تحبه ولأول مرة تقر بحبها لحسن دون أن تشعر .. وتنطلق فى بكاء ونهنهات مكتومة .. تحتضنها بثينة فى حنان لم تقاطعها طوال الوقت ظلت تسمعها حتى النهاية .. وهدأت سحر من نوبة البكاء ورفعت رأسها من حضن بثينه وهى تسألها : تفتكرى بحبه فعلاً ؟؟؟ وتنطلق بثينه فى الضحك : لا دانتى غرقانة يا بنتى أنتى مش واخدة بالك أنتى قولتيلى وانتى بتحكى انك بتحبيه خمستاشر مرة ولسه بتسألى ؟؟ سحر منكرة : أنا قولت كده ؟؟؟ بثينة مداعبة : يوه ... طبيت يا جميل ؟؟ سحر : أنا بس بفكر معاكى بصوت عالى .. هوا ينفع بالسرعة دى ؟؟؟ بثينة : وأسرع من كده وحياتك .. وتربت يد سحر فى حنان وتطمئنها : عيشى مشاعرك وبطلى الكنترول اللى بتعمليه عليها ده يا بنتى دانا حبيته من كلامك عنه ..

وتطلق ضحكة مازحة وسحر تقذفها بالمخدة التى بجوارها وهى تبادلها المزاح وطالت الأحاديث والتفاصيل وسحر تحكى عن الشاطر حسن الى أن فوجئت ببثينة وقد نامت منذ فترة وأكتشفت أنها كانت تحدث نفسها فهزتها لتصحو دون جدوى وهى تطلق آخر مزاحها قبل النوم : انتى بتحبى أنا ذنبى ايه عندى شغل الصبح نامى يمكن تخفى من الحب .. جعلت الكلمة سحر تفكر هل الحب داء وهل يمكن الشفاء منه ؟؟؟

هذا الحلم الجميل أريده ألا ينتهى مهما حدث لا أريد الأستيقاظ لكن هذه اليد التى تربت على كتفى بحنان وهذا الصوت الذى ينادى بأسمى أننى أعرفه إذا فليكن فلتترك الأحلام يا حسن ولتفتح عينيك .. أنه أخى محمد وأختى أسراء وأمى وأبى وأخوتى البنات ومداد من البشر حتى باب الغرفة والجميع يحاول الأطمئنان على حالتى فى أصوات عديدة متناثرة متباعدة وقريبة الجلاليب الصعيدية والشيلان والعمائم .. هكذا يا محمد جلبت القرية كلها برجالها ونسائها وأنظر إليه بعينى معاتباً وهو يخبرنى أنه لم يستطيع أقناع أبى وأمى بسفره دون حاجة تذكر غير أننى أستدعيته لأننى مريض وكانت هذه الكلمات كافية لفتح التحقيقات وعمل الترتيبات وتحركت القبيلة بخيامها برجالها بنسائها ... الطبيب الشاب وهو يحاول المرور بين طوفان البشر فى الغرفة وهو يطلب منهم الأنتظار بالأستراحة وهم يمطروه بوابل من الأستفسارات والأسئلة والتحقيقات والطبيب لا يدرى على من يجيب ... لكنه أعلن للجميع أننى بخير شرط أن يتركوا الغرفة وينصرفوا حتى لا أصاب بالأختناق .. وأذعن البعض وتحرك للخارج .. وصرف أبى الباقين بالغرفة بكلمة واحدة .. الحاج عبد العاطى الوردانى الصارم الحازم مسموع الكلمة .. وبقى هو وأمى التى كانت منذ دخولها للغرفة ممسكة بيدى تقبلها وتبكى ولم أكن أشعر بها حتى أنفض هذا الجمع الغفير وألتفت إليها وقبلت يدها والطبيب أمسك بالأوراق التى تشرح حالتى والمعلقة على إطار السرير .... ونهضت من رقدتى وجلست والطبيب متعجب .. من قيامى بهذه السهولة وتحركى السريع وكأننى غير مصاب بشيئ .. طلب من الممرضة التى دلفت الى الغرفة أحضار المعدات وبعض الأشياء ليقوم بفحص الجرح وتطهيره وأخذت أشرح لأبى الحادث وأننى أرهقت نفسى فى العمل ونمت وأنا أقود .. عادت الممرضة للغرفة وبيدها الأدوات وذهب أبى وأمى لركن الغرفة لأتاحة المكان للطبيب والممرضة للقيام بعملهم .. وجلسوا يراقبوا عن كثب وأمى تشيح بوجهها ودموعها ما زالت تغرق وجهها .. وأنتهى الطبيب من إزالة الشاش والقطن عن رأسى الصلعاء حيث تم حلقها ليتمكنوا من عمل الجراحة بها .... لكنه وللمفاجأة لم يجد الطبيب الجرح أو أثر للجراحة ... وتسمر فى مكانه .. وهو يسأل الممرضة عن اليوم الذى تمت فيه الجراحة .. منذ ثلاثة أيام !!! إذا التقرير صحيح لا يخص مريض غيرى .. ويسأل الممرضة عن الجرح كيف التأم بهذه السرعة ... وهى لا تعرف الأجابة ... وحدى كنت أعرف الأجابة وكنت أبتسم للطبيب .. الذى كان فى حالة من الذهول وأستدعى رئيس القسم والجراح وعدد من الأطباء والجميع متحير لا أثر لجراحة أجريت من الأساس ونقلونى لقسم الأشعة وتم عمل مسح بالأشعة دون جدوى !!!.. لا شيئ لا توجد آثار للجراحة كيف هذا ؟؟!!! لن أخبركم عنه فليكن ... لقد أختارنى يوسف على ما يبدو وللمرة الأولى ربما ما حدث له فى المنزل وما قصه على شوكت بيه هو ما جعله يختار ... صغيرى الجميل ... ولم يجد الأطباء بداً بعد فحصى مئات المرات من التأشير بخروجى ... لكن أقترب منى طبيب شاب وطلب منى أن يقوم بإجراء بعض الفحوصات مرة أخرى وسيتركنى أرحل بعدها مدعياً محاولة الأطمئنان على سلامتى التامة ولم أمانع .. كم أخشى أن أتحول لفأر تجارب بسبب ما فعله يوسف وفطنت لحظتها لماذا يجب أن يبقى ما يمتلكه يوسف طى الكتمان ولم أمانع فأخذ بعض من عينات الدم وأنصرف وأخبرنى أننى أستطيع الأنصراف ..

حملتنى القبيلة فى بهجة لمنزلى ولا أحد يصدق الحادث الذى رويته لوالدى الذى كان فى حيرة من أمره وأفل الكثيرين من الأهل الذين أعتبروا الأمر مزحة ثقيلة من أخى وهو يقسم بأننى أتصلت به وكيف وقد جاءوا ليجدونى فى المستشفى وأنطلقوا لمحطة القطار عائدين ساخطين على محمد وبقى أبى وأمى وأسراء بعد أن أصررت على بقائهم ..

وصلت الى منزلى .. كم أشتقت لك أيها المنزل رغم أننى لم أغب عنك إلا قليلاً .. لكن أين أنتى ؟؟؟ أين ذهبتى ؟؟؟ من الذى كان يطعمك ؟؟؟؟ أخذت أبحث عن القطة الصغيرة فور دخولى من الباب فالوقت الذى غبته كثير !! وأبى يسألنى عن ماذا أبحث ؟؟ فأخبرته وأخذ يضحك ويتهمنى بأننى أحضرتهم لأمر ما وأن كل ما حدث من تدبيرى وتلفيقى ... وأخيراً ظهرت وتنفست الصعداء فلم أكن أستطع تحمل كونى السبب فى موتها وأخذت تتمسح فى ساقى وأبى يتهمنى بمزاح أننى أصبحت كحال أهل المدن مائعاً .. وأخذت أتجاذب معه المزاح ... ورن الهاتف ليقطع علينا وصلة المزاح الأسرى .. أنه شوكت بيه .. فى غمرة الأحداث نسيت أن أخبره بخروجى معافى من المستشفى .. أخذت الهاتف وأنذويت بغرفتى وأخبرنى أنه بالمستشفى فأعطيته العنوان .. أغتسلت وبدلت ملابسى وخرجت لأهيئ أهلى لحضور شوكت بيه وما إن وصلت طرف الطرقة فوجئت بباب الشقة مفتوحاً وسحر تقف خارجه تسأل أختى أسراء عنى .. ووقع فى يدى .. ماذا سيظن أهلى ... وأصبحت غريقاً لا يجد شط  .. سعيداً برؤيتها .. لا لست سعيداً .. بل أكاد أن أجن من السعادة ... ولكن الحاج عبد العاطى وأهلى لن يستوعبوا أبداً هذا الموقف .. مازلت متسمراً فى مكانى لا أقوى على الحراك .. تقتحمنى آلاف الأفكار ... التردد .. الحيرة .. الرغبة فى الفرار .. أو الرغبة فى الركض نحوها وضمها بقوة وليكن ما يكن .. أخرجنى صوت أسراء تنادى أسمى وأنا ما زلت على باب الطرقة وأبى يشرأب برأسه ليرى الطارق .. فلتستجمع شجاعتك ... فليكن ما يكن .. لا أدرى ما سيحدث وخرجت متجهاً الى الباب متحاشياً النظر لوالدى ووقفت بالباب أمامها وأنا أرتعش من رأسى حتى قدمى وكأننى محموم والكلمات تتعثر على شفتاى ولا تصدر منى سوى همهمات غير مفهومة أظنها كلمات بلا حروف فوجودوها ينسينى الكلمات والحروف .. وهى تنظر لى تتفحصنى تبحث عن أصابتى على ما يبدو وتمد يدها لتسلم فأمسك بيدها وتلاحظ أرتعاشى والعرق الذى يندى على جبينى وتسألنى إن كنت بخير وهى تهم لترفع يدها أدركت فى هذه اللحظة أنها تريد أن تضع يدها على رأسى فسارعت وأمسكت يدها الأخرى ويزداد أرتعاشى وأنا أشعر بحريق من الحدقات المحملقة لى ممن فى الخلف وأبى يتنحنح ويسأل عن الأستاذة ؟؟؟؟ كم كنت أخشى هذا السؤال أرجوك لا تسأله ... ويأتى الأنقاذ أخيراً ينفتح باب المصعد ويخرج منه يوسف وهو يعدو نحوى فأترك يديها من فورى وأجلس على ركبتى لأستقبل منقذى .. والحقيقة أننى أصبحت عاجزاً عن الوقوف تماماً .. وشعر يوسف بى .. فأخذ يتحسس رأسى بيده ويمسح قطرات العرق من على جبينى وأنا مستسلم له تماماً فهو يعرف أن هذا من فرط شوقى لها وفرط كبتى وفرط خجلى  .. ووالدى ينادى بصوته القوى بأسمى ... كم أود لو تنسى أسمى لبرهة يا حاج عبد العاطى ... شوكت بيه .. الحمد لله .. أقوم متحاملاً على نفسى ولكنى لا أقوى فإذ بها تمسك بمرفقى لتساعدنى وهى تسألنى للمرة الثانية إن كنت بخير .. أرجوك أنا لا أتحمل هذا القلب قد ضعف بعد أن عرفك .. يساعدنى شوكت بيه ويتقدم من خلفى محمد ليطمأن وليستوضح .. لكن لا وقت أمسكت بيد شوكت بيه ودلفت به الى داخل الشقة فى محاولة لتبدو الأمور أنهم حضروا معاً وقف والدى كعادتنا أهل الصعيد عندما نرى قادماً فنقوم أحتراماً ولنرحب بالضيف على أكمل وجه ووصلت لوالدى وأنا أعرفهما ببعض وقد تهللت أسارير والدى عندما سمع لفظ المستشار .. مما ألقى فى نفسى بعض الراحة .. نحن هكذا فى الصعيد نعشق النزعات القبلية بكل أنواعها .. نوقر أولاد الأصول وذوى المناصب والسلطة والجاه والمال .. وكأن كل من يملك أحد هذه الخمسة بشر دون سواه من البشر ... لا بأس إن كانت هذه ستخفف من وطأة الشرح فى هذه اللحظة وخصوصاً لأبى فليكن .. تابعت تعريف باقى عائلتى .. وألتفت لأجد سحر تسألنى للمرة الثالثة إن كنت بخير ؟؟؟ أحسست أن فى عينيها أحساس بالشعور بالذنب والقلق .. هززت رأسى أيجاباً وعرفتها لباقى الأسرة هى ويوسف وألقيت بجسدى المثقل على أقرب مقعد .. الحمد لله لن أضطر لتفسير شيئ وجلست لا أحرك ساكناً وأتحاشى النظر إليها .. لكننى أشعر بعينها تحرق جانب وجهى بنظراتها وجلس يوسف بجانبى ونحن نتهامس بطريقتنا دون كلام ... وجدته يسألنى إن كنت غاضباً منها ؟؟؟؟ أخبره ببساطة بالتأكيد لا فيشير بأتجاهها ويخبرها .. فأجدنى أستدير قبالتها لأجدها تبتسم .. فأشعر بارتياح وأخبرها بنفس طريقتى مع يوسف دون كلام وأنا هائم فى عينيها مشقوق القلب شارد الذهن .. أننى أشتقت لها .. وفوجئت بها تجيبنى بنفس الطريقة .. أنها تشتاق لى أيضاً ويوسف يبتسم لا إنى أتوهم هذا .. كم أود أن يخلو العالم الآن من كل البشر ولا يبقى سوانا .. أجدها تخبرنى فلنخرج من هنا حالاً .. هل أنا جننت وأصبحت أتخيل .. أصبحت أهلوس وأنا أظن أننا قد مسنا شيئ من عطايا يوسف .. هل هى تكلمنى فعلاً .. تقوم وتمد يدها فيمسك بها يوسف وتأمرنى بنفس الطريقة ... هذا هو الدليل فلتقم أريدك .. انا لست مجنوناً إذاً ... يقطع الصمت وكلامنا الخفى صوت شوكت بيه يسألها لماذا وقفت ؟؟ تخبره بأن يوسف يريد الذهاب الى الحمام .. قم يا جبان ولا تحرجنى أكثر .. هى قالت هذا أم أنى أتوهم ... جبان .. وقبل أن أفكر فى الكلمة أجدها تسألنى بصوت وكلام البشر العادى الذين يحملقون لنا أنا متأكد رغم أنى لا أنظر : ممكن تيجى معايا ؟؟ وقبل أن أجيب تنبرى أسراء وتخبرها أنها ستذهب معها .. هنا أستجمع شجاعتى وقواى وأطلب من أسراء أن تذهب لعمل القهوة لشوكت بيه وأنا سأذهب معها .. ووجدت الجميع ينظر لى باستغراب .. وفى سرعة أمسكت يد يوسف وتحركت متجاهلاً كل ما حولى .. ومن حولى .. متجاهلاً الزمان والمكان والحدود والتقاليد والأصول وكل هذا العبث ... فقط هو الحب والعشق فقط هذا الممر الضيق  .. ونسير ومن خلفنا أسراء وهى تبتسم فى خبث فتصل للمطبخ وتدخله .. ونتابع خطوات قليلة الفاصلة بين المطبخ والحمام كم وددت لو كانت أميالاً .. ونقف فينظر لنا يوسف ويدخل الى الحمام ونقف أنا وهى فى الطرقة الضيقة التى لا تتجاوز المتر عرضاً والدنيا طولاً وهى تستند بظهرها الى الجدار قبالتى مباشرة وتعقد يدها أمام صدرها وأنا أحاول الأبتعاد ولكننى أشعر بمغناطيس عملاق يدفعنى نحوها وأنا أقاومه ... أشعر أن الجدران تدور وتضيق لتدفعنى نحوها وأنا أحاول المقاومة .. لكن ما يفصلنا هى خطوة واحدة أنا متأكد من هذا تماماً فأنا أشعر أشعر بعبق أنفاسها وحرارتها تلفح وجهى وكأنها آتية من زهرة ياسمين ما زالت تتفتح على غصنها لتنثر عبقها فينتعش الوجود بها .. أنا وأنت وهذه الخطوة التى تفصلنا وهذا الممر الذى يحتوينا ..

سحر : أنا آسفة أنى زعلتك حقك عليا ..

وأنا صامت وأنظر إليها غير مصدق لما أنا فيه .. المغناطيس ما زال يدفعنى لأرتمى بأحضانها وأزفر أنفاس الوصول المتسارعة الباحثة عن السكون .. لكن هناك صوت ما يحذرنى لا أدرى من أين يأتى .. أنا وهى لا حاجة للكلام بيننا يا حبيبتى يكفينى أن أنظر لعينيك وأسافر فيها لبحور بلا شطآن .. لبلاد بلا أحزان .. 

سحر : أنت كمان بقيت شاعر؟؟؟

اتفاجأ لقد مستنا عطايا يوسف أكلمها بصوت : انتى فعلاً بتكلمينى وبتسمعينى وأنا بكلمك وأسمعك يعنى مش بيتهيألى !!! 

تهز رأسها فى إيماءة موافقة واثقة 

أسألها بابتسامة : وكمان بتتهمينى بالجبن  ؟؟ 

تبتسم وتطأطأ رأسها فى خجل  : مش قصدى بس أنت كنت وحشنى .

تلطمنى الكلمة كألف صفعة فجائية  .. أشعر وكأنى سأسقط مغشياً علي .. أمد يدى وأمسك بأطراف أصابعها وأخبرها : تعرفى أنا حلمت بيكى امبارح . 

يأتى صوت متنحنح من المطبخ يبدو أنها أسراء تتنصت وتراقب من موقعها وتخبرنا بقدومها .. لكننى لم أستطع أن أفلت أناملها الرقيقة من بين يدى فلتأتى يا أسراء لن أفوت هذه اللحظة حتى ولو جاء الحاج عبد العاطى نفسه ... لماذا تذكرته ها هو ينادى فليكن قبلت أطراف أناملها سريعاً وأنطلقت للخارج وسألته عما يريد ؟؟؟ وجدته يطلب منى الجلوس معهم وهو يثنى على الجلسة الشيقة مع شوكت بيه  .. فى داخلى لا أريد .. لكننى لا أستطيع أن أرفض قيد أنملة .. فليكن جلست بجواره وتابع حديثه مع شوكت بيه وكأننى غير موجود وانا اتململ كمضطرب مجنون قلق إذا لماذا أحضرتنى .. فجأة أصبحت كطفل متذمر لا يريد أن يتخلى عن لعبته .. لكنى لاحظت أنسجاماً بين شوكت بيه ووالدى وهم يتبادلون الضحكات والآراء والنقاش عن أحوال البلد ... متحرق للعودة اليها وعدم تركها ولو لثوانى ولما كل هذا العذاب وفجأة قفزت الى عقلى فكرة مجنونة بكل المقاييس .. فكرة لا تخرج إلا من مختل عقلياً .. لكننى سأفعلها وليكن ما يكن ووجدتنى أقول فى سرعة كمطارد يخشى الأمساك به : يا حج أنا عاوز أطلب أيد سحر بعد إذنك من شوكت بيه ودى أحسن فرصة بما أننا متجمعين ؟؟؟

ساد الصمت والجميع ينظر لى فى ذهول وأنا لم يكن يعنينى فى هذه اللحظة لا النظرات ولا الذهول ولا الصمت ولا الكلام ولا التقاليد والعادات والأصول ولا أى شيئ فقد ألقيت عبئا ثقيلاً عن صدرى .. أنا وقد صيرنى العشق مجنوناً بكل ما للكلمة من معنى و لكن صرخة من داخل الممر الضيق الذى كان يحتوينا أنا وهى منذ دقائق خلعت قلبى ومزقته فأصبح لا يقوى على الحركة وعادت الرعشة تغزو جسدى بأكمله وقدمى لا تقوى على الحراك 

 أنتظرونا فى الحلقة القادمة 


تعليقات
6 تعليقات
إرسال تعليق
  1. رووووعه تعيدني إلى زمن الشغف والجنون إلى احساس اشتقنا إليه
    ولكن شاااخ اجمل مافينا

    ردحذف
  2. رووووعه تعيدني إلى زمن الشغف والجنون إلى احساس اشتقنا إليه
    ولكن شاااخ اجمل مافينا

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة