[
U3F1ZWV6ZTQ4NzYxODA3NTc1OF9GcmVlMzA3NjMxNjQ2Njc2

الموت صامتاً

 

",الموت صامتاً,الموت,صمت الموت,صمت,سم الموت,موت,الصامت,بالعالم,بالتاريخ,بالعالم،,فيلم الخلية,فلم,فيلم رعب مترجم,فيلم,موسيقى,الشعر،,فيلم رعب,،موسيقى,مونامور,يوتيوب،,فيلم رعب مخيف جدا جدا مترجم,للاطفال،,فيلم رعب للكبار فقط كامل مترجم,فيلم رعب تركي,فيلم رعب مخيف,فيلم رعب قصير,افلام رعب مترجم,مترجم افلام رعب تركي,film dead silence مترجم,dead,silence,اجمل,رعب,outlaw,افلام رعب,horror,scary,psycho,halloween,dead silence,dead silence full movie,creepy,شوف دراما,دراما,اقوى دراما شامية,قصة واقعية,بيئة شامية,دراما سورية,قصة,دراما مسيحية,قصة وحكاية,شام دراما,مسلسلات سورية بيئة شامية,فرقة ناجي عطالله شوف دراما,دراما بيوتي,دراما العرب,مسلسلات شامية,دراما بيوتي كوين,مسلسلات بيئة شامية,قصة بالدارجة,طوق البنات شوف دراما,افلام قصيرة,مسلسل الغريب شوف دراما,شوف دراما مسلسل الغريب,اجمل قصة حب بريئة ١ - كيف بلشت قصتن 💗😍 مسلسل الغريب شوف دراما,قصيرة,حرب .دراما .تاريخ,fافلام كورية مدرسية,افلام كورية كوميدية,قصص حقيقية,قصص مغربية,أفلام أنطونيو بندراس

 

 

 الحياة والموت المتضادان.. التضاد الذى يحوى فى جعبته كل المتضادات الأخرى ... تضاد حتمى مطلق ... وبالرغم من هذا لم يخض أحد منا تجربة الموت وعاد ليخبرنا ما هى؟؟؟!!! كلنا عاش الحياة وبعضنا عاشها أكثر من الآخر ... ليس مقصودى الضيق المختزل فى الثوانى التى تتعاظم فى تدرج لتصبح دقائق وساعات وأيام وأسابيع وشهور وسنين ... الزمن ليس مقياس هذه الحياة أبداً وليس مقياس تجربتها الحلوة أو المريرة ..... ما يجعل أحدنا يعيش الحياة أكثر من الآخرين هو قلبه .... تتعجبون من خرف العجوز وهرطقته .... فليكن هذا ما عشته ... فى كل كتاب قرأته عشت أحداثه بكل تفاصيلها ... فى كل قصة ورواية كتبتها كنت أعيش أحداثها .... لقد عشت حياتى لآلاف المرات .... حياتى كانت شغفى ... كل نبضة أشعر بها فى لحظة رضا.. فى لحظة حب حين كنت ارتمى بين أحضانها غير عابئ بالدنيا ... أو حين الوجيب العالى المتسارع فى لحظة خوف فى لحظة سعادة.. لتشعر بالحياة ضع يدك دائماً على قلبك وأستمع له ماذا يقول لك ... حينها ستدرك كم عشت فى هذه الحياة ... أما أنا فذاهب الى سراديب الموت وحدى .... هل كل ما تمنيته محض وهم ؟؟؟..... الحقيقة المطلقة الوحيدة فى الحياة هى الموت .... كم هذا غريب أن يكون الضد هو الثابت الوحيد والنظرية غير الجدلية المؤكدة فى حياة تنهار فيها جميع الثوابت .... العدم ثم ... الحياة ..... الموت ..... الحياة .... ما يدفعنى للجنون أنه بالرغم من أن لنا حياتان وهو موت وحيد يفصلهما .... مجرد تأشيرة الانتقال .... مجرد بوابة عبور .. فأننا نمقت الموت ونخشاه حد الهلع والفرار منه .... يبدو أننا ندرك ما اقترفته أيدينا .... نعرف ما فعلناه .... أكيد أنه المبرر الوحيد لخوفنا ..... أو ربما !!.... ربما ماذا ؟؟؟... ما تفكر فيه ليس صحيحاً ... التعلق بالحياة وبمن نحب مجرد وهم من صنعنا ... فالجميع سيعبر الى هناك من نفس الممر وانا ذاهب هناك وحدى لكنى سأكون مع من أحبهم وسبقونى ولن ننتظر كثيراً حتى يأتى من تركناهم خلفنا سيلحقون بنا ذات يوم حين يحين الموت.
الغريب أنك حين تدرك قدومه يرق قلبك ومشاعرك .... تحاول أطلاق الحب المختزل فى قلبك .... قد نسيته فى دوامة الحياة والعمل والسعى الحثيث للاشيء .... نسيت أن أطلق لقلبى العنان وأن أتكلم ... أن أكف عن الحديث للأوراق وأكلم البشر من حولى أخبرهم بالكثير من المتعة التى أعيشها أشاركهم أفراحهم وأحزانهم.. لذا حين تيقنت من اقترابه لم يسعنى أن أموت صامتاً .... لكن الأوان قد فات ..
فى عيادة الطبيب التى تعج بالآلام والوجع والمرضى من كل شكل ولكلٍ علته المدونة فى ملف تحضره الممرضة حسب دوره ليتعرف الطبيب المشغول سريعاً الى مرضاه.. لا أعرف طوال حياتى أكره الأطباء ولا أحبذ زيارتهم إلا فى أشد حالات المرض وطأة بعد إلحاح من زوجتى فى مراجعة طبيب ما .... أكره المستشفيات.. أكره الأسرة البيضاء المتناثرة فى غرفها ... حين أمرق من باب المستشفى لزيارة مريض تضيق أنفاسى ... لكنى تحولت لكائن يحمل ملفاته التى تحوى أنواعا من تحاليل الدم ومسحاً بالأشعة ليتعرفوا على ما بداخلى أدور وحدى بين أقسامه المختلفة.. لم يكن أحد يعرف حقيقة مرضى .... أخفيت عن الجميع الأمر وأصبح سرى الذى أعيش به بينهم .... لا أريد الشفقة منهم ... أنا أكره شعور الشفقة فى عيون من أحبهم ... فقط أريد أن تستمر حياتى دون تغير.. وكنت أتقن دورى حين تهاجمنى الآلام اختفى فى غرفتى وأغلقها من الداخل حتى لا يرانى أحد وأتناول بعض حبات المسكن وأنتظر فى صبر ... 
الممرضة تنادى أسمى ولم أسمعها فى البداية كنت سابحاً فى الوجوه من حولى أراقب الكلمات التى تحمل بعض تفاصيل حياتهم ... كنت أتلذذ بالمراقبة ... كررت الممرضة النداء: أستاذ خالد أتفضل دورك فى الكشف.
أحمل الأوراق وأدلف الى غرفة الطبيب الذى يستقبلنى فى حفاوة .... ربما أعتاد أن يفعل هذا مع الموتى من أمثالى ... أجلس فى استسلام وأسلم الأوراق التى يتفحصها فى دقة وأنا غير عابئ بما سيقوله فأنا أعرف أن الأورام المخية لا نجاة منها ... الطبيب يخبرنى: فى تطور فى الورم ... حضرتك رافض ليه تخضع للعلاج ... أيه فايدة الكشف ؟؟؟
وبفلسفة الميت الحى: اعتبرنى براقب حالتى يا دكتور.. وبعدين أنا مسمعتش عن حد خف من مرضى ؟؟؟
الطبيب فى استسلام: يا أستاذ خالد أحنا بنعمل اللى علينا بس لازم تخضع للعلاج. الورم بيزيد وهيأثر على حركتك فى الفترة اللى جاية ... أنتا لسه بتسوق عربيتك ؟؟
بسخرية: أيه ممكن أعمل حادثة وأموت ... وأطلق ضحكة يتعجب منها الطبيب لكنه يشاركنى الضحك 
الطبيب: طيب آخر حل عندى هى الجراحة .... فى دكتور مصرى مشهور متخصص فى الجراحات دى فى ألمانيا هيزور المستشفى الأسبوع الجاى ممكن أعرض حالتك عليه وأشوف رأيه ولو قرر يعملك العملية هيبقى اتكتبلك عمر جديد .... فكر ولو وافقت هتجيلى المستشفى يوم السبت؟؟؟
ابتسم للطبيب: مفيش حاجة اسمها عمر جديد يا دكتور .... هوا عمر واحد.. عموماً أعرض عليه واللى فيه الخير يقدمه ربنا.
الطبيب بصبر نافذ: يا سيدى دا اصطلاحاً.. ماشى هنتظرك؟
فى الشارع العتيق بوسط المدينة قررت السير قليلاً .... لكم أحب هذه الأبنية القديمة ذات الطراز المعمارى الفريد.. ونظامها الذى يشعرك بجلال الماضى وعراقته فى كل تفاصيلها.. كنت أملك آلة الزمن الخاصة بى ... الكتب ... كنت أسافر من خلالها لأى زمن وأى مكان فى حرية مطلقة لم أكن احتاج التأشيرة ولا جواز السفر فقط الكلمات ... التاريخ ... علوم النفس.. المنطق.. الفلسفة.. كل ما ابتدعه البشر وأطلقوا عليه علم ... كل ما ابتدعه البشر وعاشوه ... كل ما قرروا تحريفه ... كل ما عاشوه من حياة من حروب من دمار من همجية وحيوانية ... كل استبدادهم.. وخوفهم.. الكتب هى آلة الزمن الخاصة بى ...  وقفت أمام المحلات ذات الفتارين المضيئة التى تعج بالبضائع التى تبهر العين ... قررت شراء بدلة جديدة أعجبتنى.. أنت مجنون.. لكم مرة سترتديها؟؟ ... وبابتسامة صغيرة .. ربما تكفي مرة واحدة 
فى المنزل كانت تجلس تتابع إحدى المسلسلات الطويلة المملة.. ألقيت عليها التحية وجلست بجوارها وقبلتها ووضعت رأسى على كتفها وأسترخى جسدى فى سكينة.. كم أعشقك وليس للعشق نهاية حتى بعد موتى سأظل أعشقك وانا هناك.. سألتنى فى فضول عن الأكياس التى ألقيتها على الكرسى عند دخولى: دى بدلة عجبتنى والبرفان اللى بتحبيه ... هم الولاد فين ؟؟؟
تناولت زجاجة العطر النسائى الجذاب الذى تحبه سريعاً وقبلت وجنتى هكذا تعبر عن سرورها وامتنانها .... ردت وهى تتحرك نحو هاتفها : مش عارفة هكلمهم حالا واعرف .... تناولت هاتفها وبدأت جولة من المكالمات التى فى أغلبها أنهم مع أصدقائهم.. لا بأس فليتمتعوا بحياتهم ... دلفت الى غرفتى لأبدل ملابسى لكنى شعرت ببداية العذاب والألم لم أستطع إغلاق الباب حتى لا تشك ... تناولت عدداً لا بأس به من الأقراص المسكنة وجلست على طرف السرير قليلاً واصطنعت النوم حتى لا تشعر بشيء ... لا أريدها أن تتعذب بعذابى.. هى رقيقة.. حين تنساب دموعها أشعر أن السماء تمطر وهى كزهرة بنفسج بللها الندى فألثم شفتاها لتكف عن البكاء.. سبعة وعشرون عاماً من العشق والشوق لم يعرف الملل طريقه لحبنا.. كنت عندما أسافر لمؤتمر صحفى فى أحد الدول أو السفر لعمل ما كان الشوق يعتصر قلبينا كأننا ما زلنا نفس الشابين التى جمع بينهما الحب.. عشقنا لا يشيخ ... ولا يموت ... أروقة كلية الآداب ... قصاصات الأوراق والشعر الذى أكتبه لها وحدها.. الطرقات التى جمعتنا نمشى معاً وكأننا وحدنا بالدنيا وكأن الشوارع ابتلعت البشر فأصبحت خالية إلا من صوت خطواتنا المتأنية المتمايلة فى وله ... حبات الترمس والذرة المشوية على الكورنيش ... المراكب الشراعية التى تخشاها بجنون حتى أكاد احملها حملاً لنعبر الجسر الخشبى الضيق الموضوع دون دعائم جانبية فقط لتركبها معى فى نزهة نيلية ممتعة .... أيدينا المتشابكة فى برد الشتاء ويدى تحتضن كفها لأشعرها بالدفء .... القطار ونحن نسافر فى رحلات الجامعة للأقصر وأسوان وقد أزلنا اليد المعدنية التى تفصل مقاعدنا فى القطار وتكورت كهرة داخل أحضانى ... نامت فوق صدرى طوال الرحلة وشعرها الأسود الفاحم الطويل متناثر فى فوضوية محببة لقلبى وعبقه يملأ أنفاسى ... المعابد الفرعونية الشاهقة بأعمدتها ونحن نركض خلف بعضنا فى مرح جنونى ... كان الأصدقاء والأهل يعتبرون حبنا ملحمة أسطورية يتندر بها من حولنا .... كانت أجمل أوقاتنا حين يهطل المطر ونتقارب تحت الجاكت وقد لففت يدي حولها وهى منكمشة تحت إبطى تحتمى بى من المطر وتتعالى الضحكات.. والبلل الذى يهدل خصلات شعرها على جبينها.. وينثرها فى همجية محببة فأجمع خصلات شعرها بيدى من على جبينها وأعيدها وقد أحتضن كفاى وجهها ... ورموشها انهدلت وقطرات المطر متلألئة متعلقة بجفونها كنجمات سقطت من السماء ... وأضمها الى صدرى فى حنان بالغ وأقبلها ... لقد عشت حياتى معها بعشق جنونى.. مازال الجزء الباقي من عقلى يحتفظ بذكرياتنا بأيامنا بكل لحظة عشناها سويا...
تدخل الى الغرفة وتتكور فى أحضانى كهرة تبحث عن الدفء وتقبل وجنتى وهى تسألنى: أنت نمت؟  

أضمها بقوة كصدفة تحتضن لؤلؤتها فى شوق وحب وأذهب فى ثبات عميق
فى الصباح تتسلل أشعة الشمس للغرفة... لكنى لا أشعر برغبة فى التحرك ... تعبث بشعرى فى حنان مفرط تحاول إيقاظي.. افتح عينى وانظر نحوها لكنى أشعر بستارة من الظلام.. أغمض عينى والفضاء من حولى يحمل موسيقى صوتها الى أذنى ... افتح عينى مرة أخرى ما زالت الستارة السوداء تجثم فوق عينى.. هل أصبت بالعمى لا أدرى.. أخيراً بعد عناء تتسرب رؤية ضبابية قليلاً.. أدرك أنه أقترب.. أطلب منها استدعاء أبنائي.. أريد أن أراهم للمرة الأخيرة.. تسألنى فى قلق عن السبب.. لا شيء أريد رؤيتهم فوراً تتحرك فى تثاقل استشعر خطواتها المتأنية ... لا زالت لا تعرف.. أربعة ظلال تحيط بى فى السرير وأنا أحاول منح نفسى الفرصة الأخيرة لرؤيتهم لكن دون جدوى أهز رأسى بقوة أحاول أبعاد هذا الستار الأسود المقيت أطرق رأسى بيدى كما كنا نفعل مع أجهزة التلفاز قديما ليعاود الأرسال ... يسألون لماذا أريدهم؟؟؟؟ أخبرهم على عجل بأننى أريد أخبارهم بأننى أحبهم.. بل أعشقهم بكل ما فى نفسى من طاقة ... وبكل ما فيهم من جمال ... وبكل ما فى الدنيا من ألم.. أستشعر نظرهم بعضهم الى بعض فى استغراب وهم يوجهون الأسئلة لأمهم التى لا تملك ثمة إجابة ... أطلب من عمرو ابنى الأكبر أن يتصل بالطبيب ستجد رقمه على هاتفى ... يصابوا بالهلع ويزداد التوتر المحموم وأيديهم تتحسس جسدى بحثاً عن خطب ما ... أطلب منهم الهدوء وأجمع أيديهم التى تتحسس نى وأقبلها كنت اعرف كل يد بمجرد ملامستها.. لا شيء أنا تعب قليلاً ... يعطينى عمرو الهاتف وألوح بيدى فى الهواء بحثاً عنه ... يدركوا لحظتها فقط ما أصابنى ... فأنا أعمى .... الدموع البكاء الأجساد التى تحتضننى بقوة .... الكثير والكثير من الأسئلة التى لا أجد فى نفسي الحاجة الى أجابتها ... أنظروا لما أنتم فيه وستعرفون لماذا أخفيتم عنكم الأمر لتسعة أشهر كاملة .... يبدو أن الوقت الذي استغرقته لأولد استغرقت مثله لأموت ... غريبة هى مفارقات الحياة ... وغريبة هى فلسفتها ... أو أننا من نمنحها هذه الفلسفة.. كنت أريد الموت فى هدوء هذا كل ما فى الأمر ... لم أكن لأسمح بأن أرى عذابكم.. كفانى إنني أشعر به فى هذه اللحظة التى لم أعد لها على الأطلاق .... 

طلب منهم الطبيب أحضارى للمستشفى ... أجمل ما فى الأمر أننى لن أرى الأسرة البيضاء المقيتة ببياضها الذي يطابق الكفن.. وصلنا الى المستشفى وهي تمسك بيدى تشبك أناملها بأناملى وتلف ظهرى بيدها وكأننا ما زلنا تحت المطر.. لكن هذه المرة كانت السماء لا تمطر عيناها هى ما تمطر دموعاً .... يدخلونى للغرفة ويأتى الطبيب ليخبرهم بالحقيقة .... ويبدأ فى فحصى ... يطمئنهم أن الجراح سيأتى فى خلال أيام قليلة ..... وسيتمكنون من إنقاذ الأمر ... أرقد فى الفراش وأخبرها وهي تلومنى على قسوتى على نفسي ... أضحك وأطلب منها أن تقترب لألثم شفتاها حتى تكف عن البكاء كعادتى ... تلثمنى لكنها هذه المرة لم تكف عن البكاء ... 
مر اليوم الأول وقد اعتدت الظلام حولى لكنى أشعر بألم شديد لا تجدى معه الأقراص المسكنة وفى اليوم التالى فى الصباح الشمس لا تدخل هذه الغرفة ...سألتنى كيف أعرف؟؟؟ ... أخبرتها أننى أعمى لكنى ما زلت أشعر .... فى عصر هذا اليوم فقدت القدرة على الحركة وعلى النطق ... أصبحت الحواس كلها معطلة.. لكنى ما زلت أسمع موسيقى صوتها تتغلغل فى روحى ... وأتشمم عبقها وعطرها يملأ الكون الصغير الذى أصبحت أعيش فيه ... تم تحويلى الى غرفة العناية الفائقة..

جلست الى جوار الفراش تقرأ لى آخر قصصى التى لم أكتب نهايتها بعد .... كم أحب سماعها وهى تقرأ كلماتى وكأن الكلمات لا شيء بدونها ... كانت دائماً أول من يقرأ كتاباتى قبل أن يقرأها أحد لم أكن لأجرؤ أن ينشر أي من أعمالي قبل أن تمر على عيناها وروحها كنا نجلس نحتسى القهوة معا ونناقش ربما لساعات كل فقرة رأت أن بها ضعفا من نوع ما ... كانت الناقد الخاص بى.. وبعد أن ننتهى تقرأها بصوتها لاستشعر مواطن الضعف والقوة من خلال عيناها.. كان صوتها كالموسيقى ... أوركسترا كاملة تعزف على ألاتها الموسيقية فى تناغم مبهر ... وكانت حين تقرأ قصائدى أشعر أنها تغنيها ... بعدها أرسلها لدار النشر محفوظة بعنايتها ... وان كنت فقط أريد أن أخبرها بهذا كله الآن لكن الأوراق ستخبرها وهى من المؤكد تعرف ... هذا الشغف الذى عشته معك لن ينتهى بنهايتى ... قرأت المقطع بصوت غلبت عليه الدموع وتحولت الموسيقى نشاز وغلب الحزن صوتها لم أعتد هذه النبرة الحزينة فى صوتها أبداً.. أحاول تحريك رأسى فتهرع لتمنعنى حتى لا أؤذى نفسي ... وتربت بيدها فى حرص وحنان بالغ على صدرى الذي يعلو ويهبط فى رتابة .... هى تعرف الآن أن هذه القصة قد كتبت لها وحدها ...

السرداب المظلم أمشي فيه وحدي... لا ضوء.. لا نهاية.. فقط ظلام ... وصمت .... لم أكن أرغب فى الصمت يوماً ولم أختاره هو من اختارني.. هل عشت حياتى؟؟؟ نعم عشت كل ثانية فيها بشغف بعشق مازلت أشعر به رغم أننى لا أستطيع وضع يدي على قلبى لأستشعر نبضاته لكن يبدو أن الأجهزة التى تملأ الغرفة تقول هذا فى وضوح على شاشاتها ... عطرها ما زال يملأ الغرفة.. أعرف منه أنها ما زالت هنا بجوارى ... كنت أشعر بها وهي تكلمنى وهي تطلب منى البقاء.. تتوسل ... وانا فى غيبوبتى أصارع الصمت ... أريد فقط أن أقول لها أننى لن أتركها ... لكن لا حيلة لى ... لم أعتقد أبدا اننى كما عشت صامتاً بين أوراقى وكتاباتى ... سأموت صامتاً وحدي

تعليقات
9 تعليقات
إرسال تعليق
  1. الردود
    1. شكرا على التعليق دايما هكون مهتم برأيك

      حذف
  2. الصراحه دى اول مره اقرالك حاجه بس طلعت عظيمه عجبتنى جدا طريقه الكلام والمواظيع الفرعيه اللى بتطلع كده فى القصه عظيمه جدا

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبى تسلم أنا سعيد بتعليقك وتقييمك ده وسعيد أكتر أنك خذت الخطوة وقريت .... ابعتلك القصص الجديدة ؟؟ .... هههه ولا اقولك سجل الاشتراك والحاجات الجديدة هتظهر عندك مباشرة وتقدر تقراها براحتك مستنى رأيك دايما يا صديقى

      حذف
  3. الصراحه انا اول مره اقرأ حاجه من حاجاتك بس بجد طلعت عظيمه طريقة الكلام عجبانى المواضيع الفرعيه اللى بتطلع فى الموضوع دى عظيمه وبتعرف تدخلها فى الموضزع كده بطريقه جامه

    ردحذف
  4. اسلوبك يجعل القارئ يسرح بخياله فى كل موقف ومكان رائعة جديدة من روائعك كعادتك

    ردحذف
    الردود
    1. انتى استاذتنا طبعا وانك تقريلى شرف كبير ومهتم دايما برأيك وتقييمك شكرا على الكلمات الرائعة والتعليق الجميل

      حذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة