الجزء الأول |
أعيش وداخلى ثلاثة أشخاص ... أولهم طيب حد الأفراط .. وثانيهم شرير ضالع فى الشر .. وثالثهم شخص معتدل عاقل يحاول كبح جماح الاثنين
ذهبت لأطباء عديدين لتلقى العلاج .. وبعد جلسات وجلسات من العلاج والأدوية كان من يختفى تماماً هو الشخص المعتدل العاقل حتى أيقنت أنه هو الوحيد الشخص الوهمى وأن الأثنان رغم أطرادهم وتباعد الطباع والأختلاف الواضح بينهما هما الحقيقيان فلم يفارقانى أبداً وكم تعرضت لمشاكل بسببهما وكثيراً ما كانت تنشب بينهم المعارك على السيطرة وقد أسميتهما جيكل وهايد تيمنا بالبطلين المشابهان لهما من رائعة روبرت ستيفنسون دكتور جيكيل والسيد هايد .... لكننى دائماً ما كنت أفتقد الشخص الثالث لماذا هو من يختفى وكنت دوماً أسأل جيكل وهايد : أليس هو الذى يمثل الفرضية البشرية بأعتداله وأنتما من تمثلان التطرف والجموح المفرط ؟؟؟ وكان يتهماننى بالجنون ولأنها الحقيقة التى أعرفها وأثق فيها وإلا ما علة هذا النقاش .. فقد كنت أصمت مستسلماً حتى لا يؤذينى هايد فقد كان يملك أفكاراً تجسد الشر نفسه فى أجلى معانيه وصوره وكأنه قد نصب نفسه داخلى إلهاً للشر .
كنت أقلع عن الأدوية والجلسات حتى يعود لى الشخص المعتدل المحبب الى قلبى بأتزانه الذى يشعرنى بالأرتياح وسط الجنون والجموح الذى أعيش فيه وأمتنعت عن الذهاب للأطباء وأقنعت نفسى بأنه وإن كان هذا الشخص هو الوهم الوحيد والآخران هما الحقيقة فأنا أرغب وبشدة فى أن يكون معى هذا الوهم بل والمضحك أنى أسميته بهذا الأسم الوهم ..
على مقهى من مقاهى الحى الشعبى البسيط أجلس على كرسى فى واجهة المقهى وكان جميع من بالحى يعرفنى ويعرفون بعضاً من تفاصيل حياتى عن طريق أمى ( أم عادل ) التى كان يقصدها نساء الحى ليتلقى أبناؤهم دروس اللغة الفرنسية التى كنت أمقتها وأشعر أنها تناسب النساء أكثر لميوعة ألفاظها .. والقليل من هذه التفاصيل يعرفها الرجال عن طريق أخى عادل الذى كان يمتلك محلاً لبيع قطع غيار التوكتوك وهو نوع من وسائل المواصلات أنتشر فى القرى أولاً ثم أجتاح الأحياء الشعبية بالقاهرة وأتخذها أخى عادل تجارة له وأصبح تاجراً وذو سطوة لعلاقاته بسائقى التوكتوك حيث كان أغلبهم من العاطلين والبلطجية الذين يمتلكون العديد منها ويعمل لديهم أغلب من لا يجد عملاً أو ممن يبحثون عن الربح السهل فقد أصبحت هذه الآلة منتشرة حتى تكاد تظن أن عددها أصبح أكثر من البشر الذين يستخدمونها كوسيلة مواصلات ..
أنادى على النادل الذى كان يداعبنى دائما عند بداية جلستى متسائلاً : ايه يا أستاذ محمود الخال الطيب ولا الخال الردى اللى حاضر ؟؟؟ وكان يعرف أيهم الحاضر من رد فعلى على سؤاله فلو أبتسمت بهدؤو دون كلمة فيعتبره الخال الطيب ولو نظرت له بغضب ونهرته يعتبره الخال الردى ويتجنبنى خوفاً فبنيتى الجسدية كانت عضلية وضخمة نتيجة ممارستى لرياضة المصارعة وكمال الأجسام فى بدايات شبابى وتكفى ضربة منى بألحاق الأذى الذى يعشقه هايد .. ولم يكن يعرف النادل أن الذى كان يبتسم له هو الوهم لأنه يصعب تمييزه فالطيب حين يكون حاضراً كان يتجاذب أطراف الحديث والنكات معه ومع الجلوس من حوله فالوهم كان قليل الكلام قليل الظهور كان يتصدر المشهد عندما يفعل أحدهما مصيبة أو مشكلة ما .. فجيكل وهايد كانا دائما ما يجمعهم الجموح وأفتعال المشاكل .. أطلب منه قهوتى وأجلس أعبث فى ورقة مطوية وجدتها ملقاة على الأرض بجوار الطاولة ثم أفتحها وأقرأ ما كتب فيها كانت عبارة عن إتفاق تمهيدى بين شخصين على شراء شقة وكنت أعرف البائع تماما إنه عادل أخى .. طويت الورقة ووضعتها فى جيبى وهايد يسألنى فيما هدؤوى وأخى يبيع شقة بمنزلنا دون علمى ويطلب أن أتركه يتصرف بما يلزم .. جاء النادل بالقهوة ووضعها أمامى فسألته من الذى كان يجلس قبلى هنا فأخبرنى أنه عادل ومعه شخص أسمه سيد جبروت تاجر مخدرات وبلطجى .. أنصرف النادل وجلست أحتسى قهوتى فى تلذذ .. أنه هايد من يشرب القهوة بهذه الطريقة .. التلذذ بفعل الأشياء خاصة بالغة الشر والقسوة كان هو شعوره .. أنهى هايد قهوته وتوجه الى محل عادل ووقف أمام المحل يضرب الزبائن ويأمرهم بالأنصراف وعادل غاضباً يوجه له الشتائم والسباب ودون كلمة أحضر هايد حجراً ثقيلاً لا يقوى على حمله غيره وألقاه على المحل فهشم واجهته الزجاجية والبضائع التى فيه وهو يضحك بصوت مرتفع أنكمش عادل داخل المحل وهو يطلب منه برفق الهدوؤ وهايد غير مبالى يطلق ضحكاته ويصرخ فيه بصوت عالى مهدداً وتحلق الناس حوله يشاهدون دون أن يجرؤ أحد على الأقتراب منه وأنقطع المارة من الطريق فى البقعة التى يقف بها خشية أن يفتك بهم .. وأقترب منى رجل عجوز محنى الظهر وبيده صبى يقتاده إنه خالى جلال الذى شارك أمى فى تربيتنا بعد وفاة والدى .. وقف جلال بجوارى وربت على ظهرى بيد مرتعشة وهو يسألنى عن سبب أنفعالى فنظرت له طويلاً وتدخل الوهم وأخرج الورقة من جيبى محاولاً السيطرة على هايد وكبح جماحه وقد أيقن أنهم أستدعوا جلال الذى أحبه لمحاولة تهدئة الوضع .. أخذ جلال الورقة وأمسكها بيده التى ترتعش ليس خوفاً لكنه مصاب بهذه العلة الرعشة الطرفية .. أعطى جلال الورقة للصبى ليقرأها له .. أخذ الصبى يقرأ الكلمات بتعتة من لا يجيد القراءة .. فهم جلال سبب غضبى فتوجه لعادل المنزوى داخل المحل يوبخه وعادل صامت لا ينبس بكلمة خوفاً منى .. خرج جلال من المحل وأمسكنى بيده المرتعشة وهو يطلب منى مرافقته وأتجه صوب المنزل وصعدنا الى شقتنا وخرجت أمى تلومنى على الفضائح التى سببتها لهم لكن أسكتها جلال وأخرج من جيبه الورقة وأعطاها لها وهو يخبرها بما حدث فضربت بيدها على صدرها وهى تدعو على عادل وتسبه .. كان الوهم صامتاً يراقب ويحاول منع هايد من الظهور .. ومرت ساعة ونحن على نفس الحاله أمى تواسينى وتطلب منى أن أسامحها على كلامها وتربت علي متوسلة أن أتفهم سؤ فهمها للأمر والوهم لا ينطق بكلمة وجلال قد غفى فى مقعده فجسده المتعب أصبح لا يتحمل أبسط مجهود .. طرق باب الشقة فقامت أمى تفتح الباب وإذ بها تجد بالباب ثلاثة أشخاص أقوياء البنية وبيدهم أسلحة بيضاء ودفعوها جانباً فصرخت .. أنتفض هايد وأزاح الوهم وتلقى أولهم بسيل من اللكمات وجرده من سلاحه وأصابه به بجرح فى ظهره وتوجه الى الآخران وقد تراجعا للخلف خارج الشقة فقد فتك هايد بقائدهم وأقواهم وظل يحاولون مراوغته وإخافته لكنه أصاب أحدهم فى يده بالسلاح الذى كان يمسكه وفر الآخر مسرعاً .. أنتزع الوهم السلاح من يد هايد وألقاه بعيداً وهايد يطلق الضحكات الجنزنية وينكل بالفريستين أشد التنكيل وأمى تحاول إيقافى دون جدوى وتتوسل لى أن أكف عن إيذائهم وهايد فى نوبة من التلذذ الشره .. والوهم يحاول السيطرة عليه والطيب قد أختفى تماماً من المشهد .. وتمكن أخيراً الوهم من السيطرة على هايد قبل أن ينطلق فى عنفه حتى النهاية فيقتلهم .. وجلس الوهم على الأريكة بتؤده وهايد وكأنه لم يفعل شيئاً .. لكنه بين الحين والآخر يقفز للمشهد فيركل بقدمه الأجساد الملقاة بجانب مقعده وجلال يتوسل لى أن أكتفى بهذا فالدماء تنزف من وجوههم وقد ذهبوا فى إغماءة طويلة .. وأمى غارقة فى نوبة من البكاء والعويل والدعاء على عادل الذى ظهر فجأة على باب الشقة ووجهه ملطخ بالدماء فانتفضت أمى وجلال ومن مكانهما صوبه وقفز جيكل للمشهد فقام يحتضن عادل برفق ويحمله بين ذراعيه كطفل ويضعه على الأريكة ويسأله من الذى فعل به هذا ؟؟ وعادل يلهث بقوة وينظر الى الأجساد الملقاة على الأرض .. وتجرى أمى مسرعة نحو عادل تبحث عن مصدر الدماء فيخبرها عادل أنه جرح برأسه فتفتش عنه فى قلق وتسرع للمطبخ فتحضر البن وتضعه على جرحه وهى تسأله متلهفة عن سبب كل هذه المصائب التى ألقت على عاتقها بسببه ؟؟
عادل يخبر أمى أن الورقة التى عثرت عليها أنا فى المقهى قد أعطاها لسيد جبروت الملقى على الأرض طريحاً بسبب ما فعله به هايد .. كضمانة لحقه لا أكثر لأنه أحتاج لمبلغ كبير من المال لإتمام صفقة قطع غيار وسيد عرض عليه المبلغ ومشاركته فى الصفقة ظناً منه أن الأمور ستكون سريعة وطمعا فى الربح وبعد إتمام الصفقة واستلام البضائع وجد سيد يطلب منه رد المبلغ وبإلحاح فأعطاه عادل موعداً ولكنه لم يستطع جمع المبلغ فى الموعد المحدد ولينهى هذه المطالبة السخيفة أعطاه الورقة التى وقعت من جيبه فى المقهى ووجدتها وبعد ما حدث بيننا جاء سيد ومعه هذين الشخصين بعد أن علم ما حدث وأنك عثرت على الورقة فطلب منى تحرير عقد آخر فرفضت وأخبرته انك ستغضب منه وهو لا يريد هذا فاعتدوا على بالضرب وجاءوا ليأخذوا منك الورقة وابتسم مردفاً أنه كان متأكداً أنه سيجدهم بهذه الحالة أو قتلى .. اقترب جيكيل من عادل وضمه لصدره وهو يقبل رأسه ويلقى النكات فيضحك جلال وأمى فيمسك عادل بذراعى ويطلب منى الأختفاء الآن لأن الشرطة قادمة ويجب الا أكون موجودا حتى يصبح الموقف فى صالحنا .. فيأخذنى خالى جلال ونخرج ونتجه الى شقته اسفل شقتنا تماماً ندخل من باب الشقة تستقبلنا حنان ابنة خالى التى تحبنى بشدة لكن هايد يكرهها واستطاع السيطرة على جيكيل وجعله يكرهها هو أيضاً الوحيد الذى كان يحبها هو الوهم ... أجلس على الأريكة وتأتى زوجة خالى التى تكرهنى وأكرهها فتستطيع ان ترى الكره فى أعيننا بمجرد النظر لم نكن دوما بهذا الحال ولكن منذ مرضى وهى تعاملنى بصورة سيئة وتطلق الأشاعات حولى وبدأت المعاملة تتحول بيننا للكره عندما عاقبها هايد ليثبت لها جنونى فلقنها درساً شنيعاً فقد استغل خلافاً نشب بينها وبين خاله وأقام خاله وحنان ابنته عندنا لفترة ووجدها تقف بالباب وألقت بعض الكلمات الأستفزازية تلمح بجنونه مما استفز هايد لينطلق بكل قوته ويكمم فمها بيده ويجرها الى داخل الشقة ويلقيها أرضاً ويحشر داخل حلقها كيساً بلاستيكياً حتى كادت ان تختنق فربط فمها بقطعة قماش وربط يديها وقدميها وهى عاجزة ولا تملك غير الدموع وذهب للمطبخ فأحضر سكيناً وظل يحوم حولها مثل ضبع شره لكنه شبع فيدور حول فريسته ليتخير من اين سينهشها ضبع بدل الشبع غريزته فعف عن الترمم وتحول للتلذذ ولم يرحم دموعها ولا تبولها على نفسها وهى تنتظر الموت المفجع فى أى لحظة لم ينقذها منه سوى الوهم الذى تشابك معه فى صراع عنيف حتى كبح جماحه ومن وقتها تظن أنه به مس من الجن لما رأت من سجال بين هايد والوهم .. وأطلقها هايد وهو يقترب منها بوجهه ويهمس لها فى أذنها أنه سيذبحها ويسلخها وهى على قيد الحياة لو تفوهت بكلمة .. أصبحت تختفى من المكان الذى يتواجد فيه ولكنها فى هذا اليوم كانت تسترق السمع لما يدور فى الأعلى وعلمت بقدوم رجال الشرطة وقررت الأنتقام والأبلاغ عنه .. رمقته بنظرة غدر خفية ودخلت الى المطبخ الذى كان له شباك يطل على السلم وظلت قابعة هناك .. صوت الأقدام يصعد السلم نظرت من الشباك ولمحت رجال الشرطة وهم يصعدون لشقة أم عادل .. فخرجت خلسة دون ان يشعر بها جلال لكن رمقها هايد بنظرة جعلتها تتسمر فى مكانها كمن حاصره الموت وجلال يغفو فى مقعده كعادته .. لم ينقذها سوى صوت حنان التى كنت تولى ظهرها للباب وتجلس فى مواجهتى وهى تسألها الى أين تذهب فأخبرتها انها ستصعد لتكون مع أم عادل وأستدارت وفتحت الباب وأنطلقت كخيل جامح أفلت من عقاله .. وصعدت لتجد أم عادل تقص للضابط تهجم البلطجية عليهم وأصابتها هى وعادل وهو يوجه لها السؤال من الذى فعل بالبلطجية هذا ؟؟ وتدخلت بسرعة مقاطعة أم عادل التى كانت تنوى أن تخبرهم أن عادل هو من فعل هذا دفاعاً عنهم كما أتفقوا وأخبرتهم أن محمود هو من فعل هذا .. أنتفض عادل من مكانه ينفى كلامها وأم عادل متفاجئة من فعلها وكلامها وقد ألجمتها المفاجأة وأخرصتها .. ويسألها الضابط أين محمود هذا فتدلهم على مكانه فيأمر رجلين من القوة المصاحبة له بالنزول وأحضار محمود وخرجت هى معهم وقد شعرت أن انتقامها قد أقترب ولتسهل مهمتهم أكثر فتحت الباب بمفتاحها ووقفت عند الباب وأشارت الى حيث أجلس ولحسن حظها sوسؤ حظى أن هايد من قفز وتصدر المشهد برعونته فنهر الشرطيين وهب واقفاً ولأن عقلية الشرطى تدفعه للتقدم بشجاعة معتقداً أن من أمامه لا بد وأن يكون يهابه فهو معه القانون والسلاح الذان لم يغنيا هذان الشرطيان عما لاقوه من هايد المنفعل فما إن أقترب أحدهم حتى تلقفه هايد بيده ورفعه للأعلى وألقاه على الأرض بعنف والشرطى الآخر شلت المفاجأة تفكيره ولكن صرخة من زوجة خالى جعلت كل من كان بأعلى يندفع ليهبط مسرعاً وهذا ما قصدته بصراخها أندفع الضابط ليجد أحد رجليه ملقى على الأرض وهايد يمسك به من عنقه وهو يضحك بشكل جنونى فأمر الضابط الرجال بالهجوم الذين قفزوا نحو هايد ودارت المعركة ودارت رحى الحرب وتكسر أثاث المنزل على الرجال وعادل يحاول التدخل أو أمه لكن كان من المستحيل الأقتراب فى هذه اللحظة حتى جلال فر مسرعاً وكأنه أستعاد صحته كلها دفعة واحدة فقفز من مكانه ليختبأ كما لم يفعل من سنين بسبب الأرتعاش الدائم والمفاصل المتصلبة الخشنه .. وتعالت الصرخات والآهات والضحكات من هايد المتلذذ بالقتال .. وزاد وطيس الحرب ......... نعم الحرب
تابعونا فى الجزء الثانى
شخصية جميله شبهك بردو ههههههههههههههههه لو تفتكر
ردحذفهههههههههه الفنون جنون والجنون فنون وده الجديد
حذفوبعدين في التشويق ده
ردحذف