ذكريات رمضانية طفولية
كان له عبق ورائحة .. إنه شهر رمضان .. كنا ننتظره بفارغ الصبر .. ففيه الروح ترتقى .. إنها أيام برائحة الجنة
هذا الطريق الترابى مل من كثرة لعبنا عليه .. قبل آذان المغرب .. فى الليل على الضوء الهزيل الهابط من اللمبة المعلقة أعلى عامود الأنارة الحديدى المنزوى فى جانب الرصيف .. بعد صلاة الفجر وحتى تبزغ الشمس علينا بحرارتها ويبدأ الظمأ يتسرب الى الحلوق فنفر منه الى رطوبة البيوت ونذوب فى سبات عميق ..
فى البلكونة الخلفية كنا نصطف منتظرين صوت الآذان كنا ننشد الأغانى ونتباهى بصمودنا وأننا ما زلنا صائمين حتى نهاية اليوم ونعير الفاطر بأغنية كنا نحفظها ونتداولها دون معرفة من علمنا إياها أو من أين جاءت كلماتها .. يا فاطر رمضان يا خاسر دينك كلبتنا السودة تقطع مصارينك .. وتتعالى الضحكات واللكزات والنكزات والدموع من الفاطر ويتوقف التأنيب للحظات فى أنتظار مدفع الأفطار .. وما بين هذا وذاك كان يحدث الكثير .
كنا نملك تليفزيون وهذا لم يكن حال معظم الناس فى أمتلاك هذا الأختراع الجهنمى فقط المقتدر مادياً من كان يستطيع تحمل كلفة هذا الجهاز الأسطورة فى وقتها .. كانت فوازير عمو فؤاد التى تذاع عقب صلاة العصر والتى بدأت أذاعتها فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى كم أستصعب هذه الكلمات الثلاثة الماضية تشعرنى أنى فى العام الثلاثمائة من العمر .. كانت فوازير عمو فؤاد مادة للمتعة والتفكير فى معرفة حل الفزورة وكتابتها فى كراسة مدرسية حتى نهاية الشهر تمهيدا لأرسالها الذى لم يحدث أبداً فالمضحك أنه عندما يأتى العيد فكنا ننسى كل شئ عن هذه الكراسة ولا نرسل الرسالة التى ظللنا طوال الشهر نكافح للوصول الى الحل البسيط .. وكثيراً ما كنا نسأل من هم يكبروننا سناً عن بعض الحلول حتى تحول الأمر فى النهاية الى بيع حلول هذه الفوازير فى العيد للأطفال على الطاولات المفروشه بالألعاب ليحصلوا منهاعلى وهم الجوائز التى لم ينقطع الوعد بها طوال الشهر الكريم .
والدى يطعم الحمام فى عشته القابعة على سور البلكونه بعد أن أستيقظ من قيلولته بعد عودته من العمل .. كنا ننتظر عودته فى البلكونة الأمامية حين تصل سيارة العمل وتقف بباب العمارة كنا نطارد بعضنا على السلالم فى سباق لنحمل البطيخة والأكياس الورقية العسلية اللون وهى تخبئ ما بداخلها لكننا نستطيع تحسسه وشمه ومعرفة ما فى الكيس دون كشف غطاءه .. الفطرية فى التصرف ونحن أطفال تدهشنى وأنا أتذكر ما كنا نملكه من حواس ونستغلها بكل قوتنا وما كنا نفعله بالقليل الذى نملكه وقد تحول الى كثير لا نستطيع إحصاءه أو حصره وأختزاله فى شئ كنا نملك الدنيا ..
كنا نتسابق فى الصعود كما نتسابق فى النزول لنرى من يصل لأمى أولاً حاملاً نصيبه من الأكياس العسلية المطوية من أعلى فى سرية بالغه ونخبر أمى بما فى كل كيس وهى تسأل هل فتحنا الأكياس فنخبرها كيف عرفنا فتبتسم وتعدنا بأعداد هذه الأشياء لمن سيظل صائماً منا .. وكان لهذا دلالات وأختبارات تمارسها أمى بداية من كشف اللسان هل هو رطب أم جاف ؟؟ أو أشتمام رائحة الفم وكانت نتيجة الكشف تأتى سريعة إما بصفعة وإما ربته صغيرة ووعد بمكافأة ..
الآن لم يعد أطفال اليوم يملكون شيئاً من مهارتنا رغم كثرة وانتشار التكونولوجيا التى لم تكن موجودة فى زمن طفولتنا كنا نبتكر الألعاب دون كلل أو ملل ألعاب تكفينا لليوم بأكمله بكل دقيقة فيه لأننا كنا نلعب سوياً .. الآن كلُ قابع فى ركن قصى ممسكاً بهاتفه الجوال أو على البلايستشن أو اللابتوب وأجهزة الكميوتر والأجهزة اللوحية والرقمية بأنواعها العديدة والمختلفة أصبحت الطفولة معلبة فاقده لبراءتها وعفويتها ..
كانت تحيط بنا المساجد من كل اتجاه وكان كل آذان يعلن عن وقت صلاة ما هو بالنسبة لنا أقتراب الأمل فى شربة ماء ووجبة شهية مما تعده أمى على الأفطار ولا يزال طعم هذا فى فمى من الذاكرة طبعاً .. نتحرك الى المسجد فى أنطلاق طفولى .. ندور حول الأعمدة الضخمة ونتخير مكاناً فى الصفوف الأخيرة كان المسجد بيت لنا لم يكن أحد ينهرنا أو يطردنا كما يحدث الآن فى أغلب المساجد بل كانوا يعلموننا أن نحترم وجودنا بالمسجد كان الشيخ فوزى عليه رحمة الله ووالد صديقى الدكتور محمد رجلاً طيباً كان يقربنا إليه ويعلمنا أداب التواجد فى المسجد وكنا نستجيب ونلتزم أحتراماً لبيت الله الذى قصدناه وكنا نجعل اللهو واللعب بعد الفراغ من الصلاة وقراءة القرآن .. كنا ننطلق للجانب الخلفى للمسجد من ناحية السكة الحديدية ونمسك بالبوص ونجعل منه بنادق ونقيم لعبة الحرب مستغلين الأرض الغير مستوية فى أرتفاع وأنخفاض والحفر التى على الجوانب فنستغلها كتحصينات وخنادق فيختبئ كل منا ويطلق من بندقيته والآخر يمثل مشهد الأصابة ويرتمى على الأرض ونسعى لأنقاذه ككتيبة واحدة لا يجب أن تترك رجالها خلفها جرحى .. كنا متأثرين بالمادة التليفزيونية من أفلام حرب أكتوبر لبطلها الأشهر محمود ياسين ... ففى اليوم العاشر من رمضان تبدأ عملية البث البصرى لهذه الأفلام التى نحفظ كل مشاهدها لنمارسها فى ألعاب الحرب خاصتنا لبقية الشهر وكنا احيانا نخرج من المنزل للصلاة ونحن نخبئ اسلحتنا العتيدة تحت ملابسنا من مسدسات بفتلة ذات قطعة بلاستيكية تسد فوهته لتحدث ضغط الهواء فيتولد الصوت الضعيف مدعوماً باصوات تقليد الطلقات الخارجة من حلوقنا الجافة ... كانت معركة عتيدة وجميلة رغم تكررها لم نملها ابداً وكأننا لا نعرف الملل ولا يتسرب لنفوسنا ... كانت كل مرة أجمل من سابقها لا ندرى كيف
أكثر ما يثير شجنك هو سماع صوت القارئ محمد رفعت يتلو من آيات الذكر الحكيم قبل آذان المغرب مباشرة وكان صوته ملائكياً يأخذ أرواحنا الى عنان السماء ونحن واقفين فى البلكونة بجوار أبى نراقب ونستمع الى التلاوة العذبة .. التى تنطلق من المذياع فى صفاء جميل وكنت تشعر أن الصوت يتردد فى السماء حيث كان الجميع فى هذه اللحظات يستمع لأذاعة القرآن الكريم فكانت الأصوات تأتى من حولنا من كل مكان بنفس الصوت فتمتلئ روحك بالصدى المتردد فى الأجواء فى عذوبة مفرطة ..
وكانت حلقات الشيخ الشعراوى عليه رحمة الله تذاع فى التليفزيون فى شهر رمضان فيطل علينا يومياً قبل المغرب بقليل بجلسته البهية على الكرسى الذى يتوسط الحشود وأبى يجلس يصغى باهتمام بالغ وكنا نقلد والدى فى محاولة الأصغاء لكن دون فهم فالكلمات كانت أكبر منا والمعانى سهلة على سمعنا حيث كان يتحدث العامية لكن المقصود والدلالة غير واضحين لنا كلية .. نراقب أبى وهو يصدح بلفظ الجلالة بعد جملة معينه نطق به الشيخ عليه رحمة الله ونقول مثله كببغاوات تقلد دون فهم .يتبع
برنامجه أبتهالات النقشبندى وصوته يأخذك فى رحلة روحية لدقائق يشعر القلب فيها
بالسكينه وهو يطلق منشداً ابتهاله مولاى وتلطفى
يا ريح وربنا وكل الناس بيقولوا يا رب
كان أسفل العمارة التى نسكنها حديقة أو جنينه كما كنا نسميها كانت عبارة عن قطعة أرض مربعة محاطة بالأسلاك الشائكة التى قام السكان بتنسيقها وعملها رغبة منهم فى الأطلال على منظر جميل .. كان بها تكعيبة عنب وأشجار اللبلاب وست الحسن التى تحيط بالأسلاك فتعطيه منظراُ خلاب وأحواض الزرع المقسمة فى تناسق كنا نرعى هذه الزروع بأنفسنا وهى جزء من نشاطنا اليومى ... كنا نجمع الحشائش الضارة ونشعل فيها النيران ونسقى الزرع بمساعدة عمى جمال حيث يدلى من بلكونته خرطوم المياه فنروى بها الزرع كان للجنينه باب من الصاج المتهالك المدعوم بالأخشاب وسلسلة بقفل حتى لا يتسلل أحد ما الى الجنينة
ينطلق المدفع وننطلق معه يملؤنا الفرح ونلتف حول مائدة الطعام ونحن نتابع برنامج العرائس بوجى وطمطم فى رمضان .. المائدة تحمل ما لذ وطاب ونميز أصنافاً من الطعام لم تعدها أمى فقد كان الجيران يتبادلون هذه الأطباق الشهية فى دائرة لا تنتهى من العطاء المتبادل كل من فى العمارة يرسل لنا أجمل ما أعد من طعام ونرسل لهم أجمل ما أعددنا من طعام كانت أمى ترسلنا فى حملات منسقة لنطرق أبواب الجيران قبل الأفطار ونعطيهم الطبق المغطى بفوطة السفرة ناصعة البياض كان بين البشر وقتها شئ لا نعرفه اليوم وهو الترابط والمشاركة فى الحياة .. الجيران كانوا أهلنا كان الجار يحمل لقب العم ( عم جمال عم عاطف عم على عم صابر والد أحمد ومحمود أصدقاء طفولتنا عم عشرى والد ضياء وخالد وشريف .. كان ضياء يكبرنا سناً بكثير لكننا تعلمنا منه الكثير .. آبيه ضياء كما كنا نناديه علمنا قراءة الألغاز بمختلف أنواعها ومسمياتها الشياطين 13 والمغامرون الخمسة والمغامرون الثلاثة ومجلات ميكى جيب وسمير وتان تان وماجد كان يقرضنا المجلات والألغاز بشرط الحفاظ عليها وإعادتها فى أسرع وقت فكنا نلتهمها إلتهاماً كانت القراءة متعة من المتع فى زماننا أظنها أنقرضت تماماً بين هذا الجيل وربما الذى يسبقه والذى يسبقه لأعوام كثيرة عدة فلا أعلم تماماً متى أنتهت القراءة لكن أبنائى لا يقرأون رغم محاولاتى معهم لكنى أجد فى القراءة والكتابة متعة وسعادة وكل من أعرفهم وما زالوا يقرأون ويشعرون بهذه المتعة فعندما أقرأ أشعر أننى أتنفس وعندما أكتب أشعر بأننى على قيد الحياة .. كما علمنا آبيه ضياء لعبة العقل الشطرنج كنا نجلس بالساعات فى مباراة شطرنج واحدة وظللت أحاول هزيمته دون جدوى فلم يتفوق التلميذ على أستاذه أبداً .. جدى راشد الذى يقطن أسفلنا كان يصحبنا معه لنحفظ القرآن فى المسجد ويحضر لنا الحلوى على الجميع رحمة الله كان كل واحد منهم أب نحبه ونجله كأبينا تماماً
كان المقرب لنا عم جمال الذى كان يملك كشكاً صغيراً أسفل العمارة كان هذا الكشك مصدر اللذة بالنسبة لنا فنستطيع أخذ ما يحلو لنا من حلوى كما نشاء فقد كان سخياً كريماً ويحبنا كأبنائه تماماً ..
كان عم جمال يشجع النادى الزمالك وكنا نشجع النادى الأهلى كما يفعل والدنا وكانت المباريات التى تذاع فى التلفريون هى تجمع إستادى منزلى رائع يتبادل فيه الكبار القفشات والدعابات وتعلو الضحكات كانت تغمر البيوت السعادة وكانت الضحكات صافية من القلب .. ويدور السجال الكلامى كما يدور السجال الكروى فى الملعب والفريق المهزوم مشجعوه هم من يتحملوا الهزيمة والتقريع والتأنيب على هزيمة فريقهم وأذكر فى أحدى المرات أصيب أخى بالحمى بسبب غيظه من هزيمة الأهلى لكننى لا أتذكر المبارة ..
عم جمال هو من علمنى ركوب الدراجات وكان يصطحبنا معه الى مدرسة الزراعة فنجمع التوت من الأشجار ونأكله ونظل نلهو بحرية ونراقب الأبقار وهى تحلب .. وكان المنقذ من جلسات العقاب الأبوية فكان يهدئ من غضب والدى بسبب تصرفنا بإساءة أدب أو أرتكاب أحد المحظورات المتفق عليها .. كان الناس وقتها يجبرون خواطر بعضهم ويتحملون الكثير أكراماً لبعضهم ..
بعد الأفطار كنا نتابع الفوازير المسائية وقد قدمها العديد من النجوم ثلاثى أضواء المسرح .. نيللى .. فطوطة سمير غانم شريهان لكن بالنسبة لنا كأطفال كان المفضل لنا كأطفال هو فطوطة سمير غانم لأنه كان يحتوى على الرسوم المتحركة والفكاهة ونيللى تأتى فى المرتبة الثانية بتقييمنا نحن كأطفال كان التليفزيون عالم سحرى بالنسبة لنا لكنه كان مقنناً بقواعد أبوية صارمة وأذكر أننا أقتبسنا من أحد الأفلام جملة كان يطلقها ثلاثى أضواء المسرح فى فيلم مغامرات وهى (شبرربربلم ) كنا نستخدمها فى مغامراتنا الأستطلاعية لمراقبة الأجواء فى محاولة للسهر أمام التليفزيون .. التى كثيراً ما كانت تبؤ بالفشل أو يتم القبض على فرد الأستطلاع لقد أنطبعت إبتسامة عفوية على وجهى وأنا أكتب هذا وضحكة وكأننى قد عدت بالزمن للخلف وقلبى يخفق مختبئاً تحت الفراش مفتعلاً النوم بعد فشل المهمة ومن قبض عليه يتلقى مصيره .. كانت طفولتنا جميلة بكل حرف فى الكلمة ..
ننطلق للصلاة وبعدها الى اللعب بالشارع كان والدى يجلس بالمقهى على غير عادته فلم يكن يذهب للمقهى ويجتمع برفاقه غير فى هذا الشهر كان المقهى فى مواجهة المنزل مباشرة .. وكنا نتحاشى الظهور حيث يجلس حتى لا نأخذ فرماناً أبوياً بانتهاء وقت اللعب كنا نلعب مئات الألعاب الصبيانية كانت لدينا طاقة رهيبة حين لا نجد كرة نلعب مساكة الملك وثبت وكهربا والسبع بلاطات والعديد والعديد من الألعاب التى لا تنتهى ولا ينضب جرابها أبداً.. نعود للمنزل وقد أنتهى اليوم وأنتهى البث التلفزيونى وأنتهى كل شئ لكننا ما زال لدينا ما نفعله ... بعض الألعاب المنزلية التى لا ينضب جرابها أيضاً
كانت الفوانيس التى نملكها هى فوانيس من الصاج والزجاج الملون الجميل كان الفانوس من الداخل يتوسط قاعدته دائرة لتحتوى الشمعة وتحافظ على ثباتها وكانت لا تستطيع الصمود فى مواجهة حركاتنا الدائبة العنيفة فتنطفأ الشمعة أو تقع وكنا نربط اليد بشريط حتى لا تلسع أصابعنا نار الشمعة ولكنها كانت تلسعنا وكنا سعداء .. كان ممنوع علينا طلب الحلوى من أحد لكن كان الجميع يمنحك شيئاً وكأن الجميع أغنياء .. نعم كانوا أغنياء بنفوسهم الطيبة .. كان أجمل ما نحبه فى هذه الفوانيس عندما ينقطع التيار الكهربى ونضئ الشمعات ونضعها داخل فوانيسنا ليظهر ضوءها الملون على الجدران من حولنا وحين تتراقص نار الشمعة تتراقص الألوان فى صورة جميلة مبهجة حتى إنقطاع التيار الكهربى كنا نجعل منه أوقاتاً سعيدة .. وحين يعود التيار وتضئ الأنوار ننطلق مهللين النور جه فى مظاهرة طفولية سعيده كانت كل الأشياء سعيدة أو أننا كنا نشعر هكذا ولا أدرى السبب حقيقة ولا أدرى لما كل الأشياء أخذت فى التلاشى رويداً رويداً حتى تلاشت كلها دفعة واحدة حتى الصلوات التى كانت تصدح فى المساجد فى صلاة التراويح الشئ الوحيد الذى بقى لنا من رمضان أنقطعت وأنقطع معها أخر ما كنا نشعر به من سعادة فى رمضان .. هل رمضان هو الذى تبدل أم نحن أم أنها الدنيا بأسرها
الله كانت فعلا اجمل ايام حياتنا رجعتنا لزمن جميل لن يعود
ردحذففعلاً لن يعود كفاية العفوية والفطرة والبراءة اللى أفتقدناها
حذفمن فرد الاستطلاع الى القائد كل مره بتسيبني وتخلع ههههههههههههههههههههههههه
ردحذفضحكت جداااااااااااا
ورحم الله الجميع وغفر لهم كلهم كان لهم فضلا علينا
انا كنت بضحك وأنا بكتبها فعلاً وكأنى لسه عايش الموقف
حذف