سوكا : استنى يا عم الأستاذ أيه الكلام ده
المؤلف يلقى القلم من يده ويرفع نظارته السميكة عن عينيه ويرجع بظهره للخلف وينظر لسيد الجالس أمامه : عاوز ايه يا سيد
سوكا : يا مدرسة انا مقفشك ميايه ومتفق معاك تكتبلى حاجة حلوة نعملها انا والرجالة فيديو حلو كده على التوتيوب
المؤلف : اسمه اليوتيوب ياسيد
سوكا : على الحرام من دينى طول ما بتقولى سيد دى مش هتحس بيا ... يا فنان خليها سوكا عشان نعرف نتعامل ... والبتاع ده أسمه التوتيوب
المؤلف : بغض النظر عن أسمه .. إيه اللى مزعلك .. انا كل اللى كتبته كلمتين أول عن آخر
سوكا : يا باشا انت بتتكلم نحوى ودى بالنسبالنا لغة
المؤلف : يعنى عايز الكلام يبقى بالعامية ؟؟؟
سوكا معترضاً : ايه علمية دى يا فنان أنا عايز كلامنا حاجة شبهنا كده
المؤلف : يعنى عاوزنى أكتبلك حاجة تكون بنفس طريقة كلامك دى يابنى أنا حاسك مريض من أم بقك المعووج ده
سوكا : يا عم انت كلامك عوأ ومش فاهم منك حاجة انت هتعملى الحدوته دى ولا أروح لعم طاحونة ؟؟
المؤلف يمسك القلم ويحدث نفسه بصوت خفيض : ابو شكل أهلك لولا العوزة كنت تفيت عليك .
سوكا : ايه البرطمة دى بقى
المؤلف : مانا هكتب أهو ... هو التأليف كده بنقول لنفسنا الكلام وأحنا بنكتبه
سوكا مبتسماً مدعياً الفهم : مانا هارش ... قصدك الوحل يعنى .
المؤلف بصوت خفيض : وحل على دماغك ودماغ أمك .
سوكا يسأل المؤلف : عاوزين بوقين شاى نسيح بيهم هوا مفيش شاى هنا ؟؟
المؤلف مستغلاً الموقف : لا مفيش إيه رأيك تنزل تجبلنا لقمة عشان انا مفطرتش وباكو شاى وسكر وبن وعلبة سجاير سوبر .
سوكا معترضاً : ما أجبلك الكشك كله بعم صلاح البقال أحسن ايه دخلة الطمع دى يا فنان .
المؤلف مستعطفا : طب يرضيك أكتب على لحم بطنى وكمان من غير سجاير أنا عاوز اطلعلك حاجة لوز .
سوكا : لا ثبتنى بصراحة طب قب بخمسناية من اللى أديتهوملك .
ويقف بجسد محنى وساق نصف منثنية ويده فى جيبه منتظراً المؤلف ... والمؤلف ينظر طويلاً ثم يخرج من جيبه عشرون جنيها قد طواها عشرون مرة ويظل يحاول أن يعيدها لسيرتها الأولى .
سوكا : دانتا تانيها على تناية حديد أخلص يا عم .... ويخطفها من بين يديه ليجدها عشرون جنيه فقط فينظر للمؤلف ويسأله : أنا مش لسه محينك بخمسنتين يدبحوا الطير فينهم ؟؟
المؤلف : دول يا استاذ سوكا بقى هيبقوا مخزون أستراتيجى .
سوكا بضيق وقد زاد فمه أنعواجا : انت شكلك مأشفر وأسفلت وقاعد تهبد فى كلام عشان محدش يهرشك بس انا هرشتك خلاص .
ويخرج من الباب ويغلقه بقوة خلفه ... ومن خلفه المؤلف يبصق بقوة نحو الباب الذى خرج منه قائلاً : ابو شكلك
وينظر الى الأوراق أمامه ويفكر ماذا سيكتب من تفاهات تليق بسوكا ومن على شاكلته ... وهل يستطيع الوصول لمفردات تناسبهم إنه لا يحب الكتابة بالعامية إلا فى أضيق الحدود ... حتى العامية التى يكتبها هى من العامية الراقيه ذات المفردات الشائعة السلسة ... ويخرج سيجارة من درج المكتب أمامه ويشعلها فى نهم واضح وينفث دخانها وينظر للأوراق ... ماذا سيكتب حتى يرضى سوكا ... لقد وجدها سيكتب له أحداث تافهة عن فتاة يتنافس عليها مع شخص آخر والفتاة تفضله فى النهاية على الشخص الآخر ويفوز بقلبها ... سيحب سوكا هذا بكل تأكيد .... المشكلة فى المفردات التى سيستعملها فى القصة .... الحل أن يستفز سوكا ويجعله يتحدث قدر المستطاع ويبدأ فى تدوين المفردات بمعانيها أولاً ثم يكتب له القصة وقد تنفعه هذه المفردات فيما بعد فيستطيع كتابة أكثر من قصة لسوكا بنفس الشكل ولن يحتاج لحبكة درامية فأى تفاهة سيقتنع بها سيد وأخرج من الدرج السحرى أمامه دفتر وقرر أن يجعل منه قاموس للغة الجديدة لكنه أحتار ماذا سيسمى هذا القاموس وأخذ يفكر كثيراً وبعد قليل قفز لعقله الأسم اللائق سيجعل هذا القاموس بإسم فرقع بلالين لأن المفردات التى سيدونها ستكون بالونة تنفجر وتتحول الى أشلاء بمرور الحقبة الزمنية لها فالعامية طريقة للتعبير شديدة التحور والتبدل فالعامية عبر التاريخ حملت الكثير والكثير من المفردات التى أندثرت وتحولت لمفردات أخرى بتغير الشكل المجتمعى والبيئة والتعليم .... كما انها لا تمتلك اى قواعد فنجدها متغيرة ليس فقط بتغير الزمان لكن أيضاً بتغير المكان فنجد العامية الصعيدية غير العامية فى الوجه البحرى والدلتا حتى الصعيد نفسه لكل محافظة مفردات خاصة بها وربما لكل قرية ومدينة وكذلك الوجه البحرى والدلتا كل محافظة لها مفردات مميزة والسواحل والمدن الساحلية لها مفرداتها الخاصة بها فمثلاً تجد بور سعيد لها طريقة ومفردات تختلف عن الأسكندرية والسويس .... سيناء والعريش وجنوب سيناء فحتى البدو أصحاب الجلدة الواحدة تجد تبايناً فى مفرداتهم إنها لغة تحمل الكثير من التباين والأختلاف حتى عامية الدول متباينة ومختلفة هى الأخرى ...
يطرق الباب فيقوم المؤلف ليفتح الباب ويدخل سيد ويضع لفافة يمسكها بيده فوق المكتب فيسأله المؤلف عنها ؟
سوكا : سندوتشين فول خراسانة البطن وعلبة سجاير وباكو شاى .
المؤلف بصوت خفيض : يا ابن الجزمة خرسانة دانتا عايز ستين خرزانة على وش أمك ..
يجلس يتناول السندوتشات ومن باب المجاملة يعرض على سيد سندوتش فى تردد حذر : أتفضل .
فيمد سوكا يده ويشده من يد المؤلف : تشكر يا فنان
المؤلف بصوت خفيض : حار ونار فى جتتك .... ثم يردف موجها كلامه لسوكا : بالهنا والشفا
سوكا وهو يلوك الطعام فى فمه بشكل مقزز : خلصت النحتاية يا فنان ؟؟؟
المؤلف : عملتلك حته قنبلة ... انتا وصحبك تعجبكم واحدة وتتخانقوا عليها و .
سوكا يقاطعه بانفعال وهو يشيح بيديه فى الهواء : على الحرام أنت مبرشم سوكا ميبعش صاحبه عشان مرة يا جدع .
المؤلف بخوف : أهدى يا أستاذ سوكا انا مش قصدى صاحبك اللى هوا صاحبك انا قصدى إن اللى هيعمل الدور اكيد واحد صاحبك .
المؤلف شارحاً لسوكا : هيكون غريمك فى القصة والمنافسة بينكم على الزعامة والبنت الحلوة كمان وانت اللى تنتصر فى الآخر ايه رأيك .
سوكا :بص انا مش فاهم كلام كتير منك لكن النحتاية عجبانى شغال يا فنان .
المؤلف يتحدث لنفسه : مش فاهم ايه ابن الجزمة .. هوا انا بتكلم أنجليزى .... ويوجه حديثه لسيد : وهيبقى اسم القصة سيد البطل ايه رأيك .
سوكا : بطل يا عم انت قديم فشخ انا هختار الأسم هيبقى سوكا حملة .
المؤلف مستعجبا : حملة !!!
سوكا : ايوه ما بطل دى بنقول أحنا عليها كده ..... حملة وحش أسطورة حركات كتير يا فنان .
المؤلف : ماشى سوكا حملة يا حملة .... وبصوت خفيض : انت محصلتش نملة مش حملة
كان المؤلف يدون الكلمات الشاذة التى ينطقها سيد فى قاموسه حتى يستخدمها فى القصة وسيد يظن أنه يكتب القصة فسأله : هتخلص أمتى يا فنان ؟؟؟
المؤلف : لسه شوية أدينا بنسلى بعض لغاية ما أخلص .
سوكا يخرج من جيبه علبة السجائر ويخرج منها سيجارة ملفوفة غريبة الشكل ويمد يده للمؤلف بالسيجارة فيسأاله المؤلف : ايه ده .
سوكا : استروكس
المؤلف : لا مبشربش أكتر من السجاير السوبر
سوكا يدخل السيجارة ويخرج سيجارة أخرى لها نفس الشكل ويقدمها للمؤلف الذى يرفض بانفعال : مبشربش يا عم
سوكا بتعجب : فيه حد مبيشربش حشيش دا كيف الملوك دا لولا المصلحة مكنتش فكرت أساساً أدوقهولك .
المؤلف بضيق وتبرم : شكرا يا سيدى أنا مبشربش .
سوكا منفعلاً يخرج مطواه قرن غزال ويفتحها فى سرعة : على الحرام هقل منك ..... وأغزك سوكا حملة ميتقلوش لأ .
يمد المؤلف يده سريعاً ويأخذ السيجارة من سوكا ويضعها فى الدرج .
سوكا وقد جعل صوته غلييظاً وسط دهشة المؤلف من هذا التحول : أضرب الجوينت وقتى لأمتا هشقك نصين .
المؤلف متوسلاً : حضرتك هشربها بعدين لوحدى .
يقاطعه سيد ويضرب سطح المكتب بسن المطواه وقبل أن يفعل سوكا شيئاً آخر كان المؤلف قد أخرج السيجارة وأشعلها وأخذ منها نفساً عميقاً فى ثوانى وجلس سوكا أمامه وأخرج سيجارة أخرى وأشعلها والمؤلف فى نوبة سعال حتى أنهى السيجارة تماماً وهو يشعر بدوار وتنميل فى أطرافه والأشياء تهتز من حوله وهو يغمض عينه ويفتحها ولم يجد سيد جالساً أمامه كما كان فشعر بارتياح واسترخى فى جلسته فى كرسيه ومد ساقيه كمن يبحث عن الراحة وهو سعيد بانصراف سوكا لكن انتفض على صوت سوكا قادماً من المطبخ يسأله : كام معلقة سكر ؟؟؟؟ فأخذ المؤلف يضحك دون سبب ولكن فوجئ بسوكا يقف أمامه وهو يهتز وبسأله : كام سكر يا فنان ولا أظبطه ...
والمؤلف يضحك دون سيطرة على نفسه فابتسم سوكا : أنتا وصلت سريع سريع
والمؤلف يشعر بعدم السيطرة على جسمه ولا رأسه وأختفى سوكا مرة أخرى والمؤلف سعيد باختفائه ويضحك ويضرب كفاً بكف ويكلم نفسه : سوكا بقى عفريت ابن الجزمة بيظهر ويختفى فى بيت الرعب اللى أحنا فيه ده
وينظر بعينيه فى محتويات الغرفة : بس ده مش بيت الرعب دى شقتى ... وينطلق فى نوبة من الضحك ويقول لنفسه : غار ابن الجزمة
ويواصل الضحك ويفاجأ بسيد أمامه مرة أخرى حاملاً أكواب الشاى ويجلس أمامه فيسأله المؤلف : انتا هتعملى فيها عفريت تظهر وتختفى .. تختفى وتظهر وظل يرددها بطريقة غنائية وسوكا أخذ يضحك هو الآخر ويقول للمؤلف : تصدق الحشيش خلى دمك خفيف .. أنا من الصبح قافل منك .
فيسأله المؤلف بقفشة ضاحكة : وهتفتح أمتى ؟؟؟ وينطلقوا فى نوبة ضحك ثم يقول المؤلف ضاحكاً : بما أننا فى لحظة صراحة انا مش طايق شكل أهلك بس لغاية دلوقتى حتى بعد ما شربت .
وينطلق الأثنان فى نوبة ضحك
سوكا : ما انتا حلو أهو وبتقول .
المؤلف : بتقول ايه . ويتابعوا الضحك ويبدأوا فى تناول الشاى وسط الضحكات ويظلوا يتناوبون القفشات والنكات وفى خلال ذلك كان المؤلف يدون الحوار الذى يقولونه دون وعى فى قاموسه ولمدة ساعتين من الضحك والكلمات والقفشات كل جملة يستوقفه ويدونها ثم يعود ويكمل سجاله الضاحك حد المسخرة الفعلية .
ويهدأوا قليلاً من الضحك فيسأل سوكا المؤلف : خلصت يا فنان ؟؟؟
المؤلف فى أنفعال من الضحك يطوى قاموسه فرقع بلالين ويعطيه لسيد : خلصت وتمام التمام خد بقى وهات سيجارة من دى أشربها لغاية ما تيجى تانى
سوكا فى انبساط يأخذ الدفتر ويفر أوراقه بين يديه ويقول : كل ده لا تستاهل سيجارة .. بس هاجيلك تانى ليه؟
المؤلف وهو غارق فى الضحك وقد أغرورقت عينه بالدموع من كثرة الضحك : لازم تيجى ...
ويمد يده يتناول منه السيجارة ويتركه سوكا وينصرف والمؤلف يشعل السيجارة ويأخذ منها بعض الأنفاس وينطلق فى نوبة من الضحك الطويل وهو يتخيل سوكا عندما يعرف أن الذى بيده هو الحوار الذى دار بينهم بالجلسة وأنه ليس سوكا حملة الذى وعده به ويتخيله وهو عائد ليضربه ثم يلوم نفسه ضاحكاً : أنا مسألتوش البتاع ده هيخلينى أحس بالضرب ولا هفتكره زغزغة ؟؟؟
وينطلق فى نوبة الضحك منتظراً سوكا فى أية لحظة أن يعود لكن سوكا لم يأتى أبداً فقد أعجبه فرقع بلالين وقرر أن يكون الفنان الكاتب الخاص به وسيعطيه حشيش بدلاً من الفلوس وينطلق سوكا فى الضحك وهو يستمع للحوار وصديقه يقرأه له وهم جالسين على المقهى : يا ابن الفقرية يا فنان وحياة أمك هجيبك تعمل الدور فى الفيديو وانا هجيب هتيا شبهك منين . ويستمر فى الضحك هو وصديقه وهم يضربون كفاً بكف ...
مش مصدقة ياحاج احمد انك فنان بالشكل ده بامانة حرام ان كل ده يكون مصيره درج المكتب لازم تشوف حد يحول ده لاعمال فنية
ردحذفيا أستاذة انتى عارف الوصول عاوز علاقات وحاجات كتير ... فبستمتع بالكتابه حاليا وربنا عنده كتير
حذفههههههههه جامده كوميديا حلوه جدااااااااااا
ردحذفبفكر أعملها فيديو على يوتيوب
حذفجميله جدا زي باقي القصص اللي قبل كدا موكبه للعصر اللي احنا فيه
ردحذف