[
U3F1ZWV6ZTQ4NzYxODA3NTc1OF9GcmVlMzA3NjMxNjQ2Njc2

العراب والعطايا

الحلقة السادسة

", العراب والعطايا,روايات رومانسية,قصص رومانسية,روايات رومانسيه,روايات عاطفية,رومانسية,روايات,قصص عاطفية,رواية,قصة رومانسية,قصص رعب رومانسية,قصص رومانسية حزينة,قصص رومانسية مضحكة,قصص رومانسية قراءة,قصص قصيرة رومانسيةما وراء الطبيعة,ماوراء الطبيعة,قصص ما وراء الطبيعة,ظواهر خارقة,ظواهر خارقة للطبيعة,ظواهر,خارقة,ظواهر خارقه,ظواهر خارقة للعادة,ظواهر غامضة,ظواهر طبيعية خارقة,ظواهر خارقة حيرت العلماء,ظواهر خارقة للطبيعة ومرعبة,5 ظواهر,ظواهر خارقة تبقى دون تفسير مقنع,قوى خارقة,أشياء خارقة للطبيعة,ظواهر خارقة تتحدى العلم وتبقى بلا تفسير,ظواهر غير طبيعية,عطايا,عطايا الله,العطايا,أرض العطايا,يا الله,سلام العشق,معطي,الله,يا رب,لاتياس من روح الله,العراب,العرّاب,دراما,الجزء,عبارات,لو اني اعرف,"

رابط الحلقة السابقة : الحلقة الخامسة


الحلقة السادسة

السرداب

حين تبحث عن مكان غير المكان .. وتود لو أنك تتحكم فى أقدارك .. الآن عرفت لماذا يخشى الناس من اللحظة التى يعيشون فيها السعادة

اللحظة التى تتعالى فيها الضحكات وتنطق فى ترقب : اللهم اجعله خير

وتشعر حينها أن الدنيا قد قررت أن تتصالح معك فتفيق على غمامة تحجب السماء .. لا إنها عينك التى تعجز عن الرؤية بشكل صحيح ..

لا توجد غمامة إنه فقط أنت الذى صنع الخوف قيداً كبلك به  وغشاوة أعمت ناظريك ..

لو تحررت من خوفك فستملك نفسك وسعادتك ..
نظرت الى يوسف فى لوم وقد تراجع فى مقعده وجلس متكئاً وهو يعبث بأصابع يده ولا ينظر لى بل ويتحاشى أن تلتقى أعيننا لا أعرف كيف استطعنا أنا وهو التقارب بهذه الصورة سريعاً ..

وجهت سؤالى له ماذا أفعل الآن ؟؟

ووجدته ينظر لى نظرة المتخاذل .... أشفقت عليه وربت على رأسه

فوجئت بسحر تنتفض وتقوم لتجذبه من يده ليقوم من جوارى وهو يأبى التحرك ما ضايقها اكثر ووقف امامى وقد عقدت ذراعيها على صدرها فى تحد واضح وهى لا تكف عن الأسئلة ولا عن الكلام ولا عن الأنفعال ..

شوكت بيه أسند ذقنه على عصاه وهو ينظر لى نظرة ثاقبة شعرت بها تخترق جانب وجهى بالتالى فلم أنظر نحوه ..

يبدو انه لن ينقذنى غير الطريقة التى كنت انتهجها فى العمل عندما أتعرض لمثل هذه المواقف ..

لكن العمل يختلف تماما فى تعاملاته عن كون الذى يفعل بك هذا هو من تحب ولكن فليكن ما يكون ليس لى مخرج من الأمر سوى هذا ..

أنتظرت حتى فرغت سحر وقفت ودرت بجسدى كله نحو شوكت بيه متحاشياً أن استعمل استراتيجيتى على سحر فقد أخفق فى مثل هذه المواجهة

لهذا كان أختيارى لشوكت بيه لأمارس لعبة المراوغة التى أجيدها ..

وسألته بهدؤ : ممكن اعرف ايه سبب كل الثورة والانفعال ده والهجوم عليا بالطريقة دى ايه الخطأ اللى أرتكبته ؟؟

ولكن سحر لم تدع الفرصة لشوكت بيه للرد

جذبتنى من سترتى لتكون فى مواجهتى مباشرة  وهى تسألنى فى حدة : ازاى متعرفش بعد اللى حصل  قدام عينك فى النادى والمستشفى ... ؟؟

 وفجرت القنبلة فى وجهى أخبرتنى بندمها على ثقتها بى وأننى لا أستحق هذه الثقة . .. كان وقع الكلمة صادماً .. ثقيلاً .. وكأن صخرة ضربت وجهى وهشمته .. أطرقت بنظرى للأرض صامتاً أفكر ..

 أنه الحب من يصنع الفارق فى أنفسنا ..

 لم أكن لأقبل الكلام أبداً بهذه الطريقة ..

الصوت المرتفع فى المناقشة يخرجنى من شعورى  فى العادة وفى مثل هذه المواقف يخرج الصعيدى القابع بداخلى ليعلن عن نفسه
كنت واثق من فشلى معها وهى فى حالة الغضب هذه ..

فأعتمدت استراتيجية الهروب والأنسحاب ما دامت لم تفلح المراوغة ..

وقفت فى مواجهتها تماماً وانا احاول السيطرة على مشاعرى هكذا يغضب العاشق على حد ظنى ..

قلت بكثير من التعقل : ممكن منتكلمش دلوقت عشان مش هقبل اسلوب الاتهام ده وكمان تكونى هديتى عشان نعرف نتفاهم وكمان انا ماشى لان الوقت أتأخر. 

لا أعرف كيف وصلت حتى آخر حرف فيه وكأنى كنت أعدو آلاف الأميال  والتقطت أنفاسى وكأن شيئا يجثم فوق صدرى ..

تسمرت أمامى وشعرت بغيظ وضيق يقتحمها فأشاحت بيدها وأنطلقت مسرعة الى داخل الشقة

وأنا أتابعها بعيناى وأود لو أستطيع العدو خلفها لتفرغ فى كل ما تشاء من ضيق وغضب كما يحلو لها ولا أن يكون هذا حالها قبل أن نفترق ..

وأختفت وغابت فنظرت لشوكت بيه واستأذنته فى الأنصراف فقام من مكانه ووقف بجوارى وربت على كتفى .. وطلب منى مسامحة سحر على أنفعالها فأنا لا أعرف السبب !!  ووعدنى بجلسة طويلة بيننا ..

لم أستطع الأنصراف وترك يوسف هو أيضاً متضايق فنظرت له وسألته بود : مش هتسلم عليا قبل ما امشى يا يوسف ؟؟

فأقبل لى ومد يده فحملته بين يدى وأحتضنته وأخبرته أنى لا ألومه فلا يضايق نفسه فما حدث كان سيحدث رغماً عنا إنه القدر يا صغيرى ..

 أبتسم يوسف وطبع قبلة على خدى ولمحت شوكت بيه يبتسم هو أيضاً مما أشعرنى بالقليل من الأرتياح والقليل من الرضا ..

ودعتهم وأنطلقت ركبت سيارتى وجلست داخلها فى حالة غريبة وكأن جبلا ما يجثم على صدرى ..

ضيق من نوع ما ألقى بهالاته على نفسى فأصبحت لا أعرف الى أين أمضى ولا أرغب حتى فى الذهاب الى المنزل

قدت سيارتى بلا هدف أدور بها فى الشوارع .. أتنفس النسمات العليلة وأراقب أضواء الفتارين .. ليل القاهرة الهادئ الجميل الذى أعشقه ..

 لماذا لم تتصل بى حتى الآن ؟؟

هل سيحدث وتكلمنى ؟؟

ووجدتنى أسأل نفسى لماذا لا أكلمها أنا ؟؟

أمسكت الهاتف وأتصلت وظللت أستمع لصوت الرنين منتظراً أن يأتينى صوتها فى أى لحظة دون جدوى .. تضايقت أكثر .. لعنت الحب وضعفه .. كان يناسبنى حسن الوردانى القديم عن هذا الضعيف المتخاذل .. فلأذهب الى بيتى وأنام فربما النوم يحمل عن عاتقى ما أشعر به .. فأنا لم أنم منذ يومين
دخلت شقتى وجدت القطة فى أنتظارى حملتها بين يدى أشفقت عليها فى وحدتها طوال اليوم ...

أفرغت لها طعامها وبدلت ملابسى ودخلت الى السرير وعرفت معنى كلمة السهاد لأول مرة فى حياتى إنه كالتقلب على جمر مشتعل ..

كل ذرة فى جسدك متعبة تستجدى الراحة ..

لكن العقل يدور بسرعة صاروخية لا يهدأ ولا يستكين .. والعين لا تعرف للأغماض سبيلاً وكأن أشواكاً زرعت بها .. يا ويلى من هذا الذى أعيشه .. أشفقت على نفسى وسخرت منها ولمتها ووبختها وعاتبتها .. بل وتوسلت لها أن تعيد لى حسن الذى أعرفه وأألفه .. هذا العذاب لا يناسبنى ولا الأرق ولا الحزن ولا حتى الحب .. انتفضت فى سريرى عندما وصلت هذا الحد .. الحب .. ملعون هو الحب .
تسرب ضوء النهار من نافذة غرفتى لم أنم لدقيقة واحدة قمت وأعددت قهوتى وأنطلقت الى العمل وأنا فى حالة مزرية .. وانهمكت فى عملى محاولاً إلهاء نفسى عن التفكير فيها .. لكن دون جدوى

جميع الزملاء يشعرون أننى مريض ويسألوننى وأرد بالإيجاب .. وفى نفسى أردد .. نعم مريض بالحب .. وأظل أعمل بكل طاقتى لكى يترك عقلى للحظة التفكير فيها دون جدوى وينتهى اليوم وأشعر بنفس حالة أمس اللارغبة فى شئ لكننى أشعر بالتعب الشديد سأذهب للمنزل وأنام .. أو سأحاول أن أنام .. فطيلة اليوم وأنا أحاول الأتصال بها دون فائدة لماذا هى قاسية هكذا ؟؟

هل تتعمد هذه القسوة معى ؟؟ أم أننى وحدى من أظن ذلك متوهماً أموراً لا وجود لها ؟؟ متوهماً حباً من طرفها لا وجود له !! لكنى أشعر بشئ فى نظراتها .. حتى عندما تركت يدها بين يدى فى المستشفى وهى تنظر لى !! هل كل هذا وهم فى عقلى فقط !!

وحده النوم من سيوقف آلة العقل والقلب .. انطلقت بسيارتى قاصداً منزلى وقد ألقى الأرهاق والتعب بثقله على والليل قد ألقى بظلمته ولكن فجأة وبدون سابق إنذار أنتقلت هذه الظلمة لى ..

نعم أظلم كل شئ وشعرت بالراحة والأستسلام لهذا الشعور الجميل كم كنت متشوقاً لهذا .....
دخلت سحر غرفتها أرتمت على الفراش وأخذت تبكى .. وبعد قليل طرق الباب فعرفت أنه والدها .. جلس شوكت على طرف السرير ونظر إليها وهى تمسح آثار دموعها .. ربت عليها وأخذها وضمها لحضنه فانطلقت تبكى أكثر ..

سألها عن سبب كل هذا البكاء فالأمر لا يستحق كل هذا وحسن لا يعرف شيئا من أمر ممدوح حتى وجوده وقت النادى كان مجرد مصادفة ..

كان العجوز يشعر بأن ما يبكيها هو أضطراب الشعور الجديد بالحب فهو يعرف أبنته جيداً قوية وليست كالبنات الأخريات فدموعها عزيزة قلما تكون هكذا .. يلاحظ هذا التغير لكنه يعجبه .. نعم يعجبه حسن فهو شخص يعتمد عليه كما أنه يحب يوسف وسحر وهو قد أشتد عليه المرض ويجب أن يطمئن عليها قبل موته .. بشعر بالحب فى عيونهما منذ كانا فى المستشفى .. الغريب سرعة الأمر .. ربما القدر يساعده .. هل  يسعفه الوقت ليطمئن عليهم ..

تتوقف سحر عن البكاء وتنظر لوجه أبيها الشارد فى أفكاره وتسأله عن سبب شروده .. فيطمئنها ويربت عليها ..

وفى هذه اللحظة يرن الهاتف فتمسك سحر لتجده حسن .. تزيح بيدها  خصلة من  شعرها عن وجهها وتضع الهاتف جانباً ويسألها والدها إن كان المتصل حسن فتومئ برأسها إيجاباً فيطلب منها الرد عليه لكنها ترفض .. فهى فى حالة سيئة ولا تستطيع الكلام الآن .. يتركها والدها ويذهب .. وتجلس هى تسترجع الأحداث .. تلوم نفسها على تصرفها معه فما ذنبه وكيف له أن يعرف دناءة ممدوح ..

 لماذا أندفعت وراء غضبها ..
يدخل يوسف الى الغرفة ويختبئ بحضنها ويمسح بيده الصغيرة وجهها ويسألها هل خاصمت حسن بسبب ما حدث ..

وتنظر له سحر ثم تضمه الى صدرها .. وتخبره الا يخشى شيئاً فلن يستطيع أحد أن يفرق بينها وبينه مهما كان هذا الشخص ..

فيخبرها بتلقائية الأطفال أنه يحب حسن .... تطيل سحر النظر فى وجه يوسف وكأنها تبحث عن معنى لكلماته وكأنه قد قرأ فى عينيها عدم الفهم

أخبرها أن حسن كان يحاول مساعدته فى التغلب على خوفه من والده لأنه شعر بالخوف والحزن فى عينيه فى أن واحد ولكنه بما فعله ساعده على تخطى الأمر .. أصبحت سحر فى حيرة من أمرها أكثر أعقبه ندم على تصرفها الفج مع حسن وأرخت رأسها للخلف وهى تفكر بعقلانية فيما حدث وكلام والدها وكلام يوسف الذى طلب منها أن تتصل بحسن لكنها لا تعرف ماذا يمكنها قوله بعد كل هذا التعنيف والإتهام له وهى لا تجيد الاعتذار

 ضربت بيدها على الفراش وهى توبخ نفسها وتتهم نفسها بالجنون .. كان يمكنها أن تستمع له بعقلانية وتدعه يشرح وجهة نظره ... وقف يوسف على ركبتيه فى مواجهتها وهو يمسك بوجهها ويخبرها أن حسن كان لا يريد أفساد اللقاء الذى أحضر من أجله الورود لها كان يريد عدم تكدير صفو هذه اللحظات ..

شعرت سحر بالتأنيب بعد ما عرفت من يوسف وتذكرت الورود التى وضعتها بجوار أدوات الزينة .. ونظرت لها .. وفهم يوسف سريعاً فجرى وأحضرها إليها وذهب الى غرفته وأحضر وردته التى أحضرها له حسن وجلس بجوارها يستنشق عبير وردته وأبتسامة صافية مرتسمة على وجهه مما أشعرها بالسعادة من أجله فهى لم تره بهذه الحالة من قبل .. فيوسف لم يتقرب من أحد الى هذه الدرجة من قبل بل ولا أقل منها بكثير

فقد يصل يوسف حد الأنعدام فى التواصل مع الآخرين وبهذه السرعة اقترب من حسن .. لكن لماذا تستغرب الأمر وهى أيضاً مثله منذ ألتقت حسن وقد شعرت بهذا التقارب والتناغم معه فهى فى العادة منطوية لا تميل للخلطة وخصوصاً الغير مبررة ..

لكن مع حسن شعرت بارتياح وكأنها تعرفه من زمن بعيد شعرت بحنانه شعرت بطفولته وعفويته هى تحبه .. نعم .. هى تحبه ..

تتسائل فى داخلها لماذا قست عليه ما دامت تحبه ؟؟

هل هو الخوف على يوسف .. هل هو الغضب .. لم تجد لنفسها مبرراً تقنع به نفسها .. أمسكت الهاتف لمرات ومرات مترددة ان تتصل به .. وتقنع نفسها بالعدول عن الفكرة مبررة لنفسها تأخر الوقت وظلت هكذا حتى الصباح ..

 الى أن غفت فى سريرها وهى تحتضن الورود التى أحضرها ..
استيقظت على يوسف وهو يهزها بلطف يحاول ايقاظها فتحت عينيها ببطء وهى تنظر ليوسف بتكاسل وتعبث بيدها فى خصلات شعره وتنهض من السرير وتمسك بهاتفها لتعرف الوقت وتجد الساعة وقد تخطت التاسعة مساءاً ..

كيف نامت كل هذا الوقت وبكامل ملابسها لم تبدلها من الأمس .. وحسن قد أتصل مرات عديدة ..

أنتفضت وأعتدلت فى سريرها واتصلت على حسن لكنه لا يرد .. ويوسف واقف أمامها .. فسألته عن والدها .. أخبرها أنه يجلس فى الخارج ينتظرها .. لكن يوسف كان غير الذى كان معها مساءاً كان قلقاً وليس سعيداً كلأمس ..

ما سبب هذا التحول ؟؟

وسألته وهى تربت على وجهه بحنان بالغ ؟؟ أخذ يوسف يفرك عينه بيده كمن يمنع نفسه من البكاء وهو صامت فأعتدلت وضمته وأعادت السؤال عليه ؟؟

يوسف يخبرها أنه قلق على حسن فتستغرب الأمر فتحتضنه وتطمئنه أنها ستتصل بحسن وتجعله يأتى أيضاً .. لكن يوسف يدفع نفسه بيده ليبتعد عنها ويمضى بعيداً وهى فى ذهول من تصرفه هذا .. لكنها لا تجد له تفسيراً .. تحاول الأتصال بحسن مرات عديدة متكررة لكنه لا يجيب على الهاتف يبدو أنه قد أساء الفهم وظن أنها لا تريد الكلام معه .. تخرج لتجد والدها مطرقاً برأسه على عصاه فى غرفة مكتبه .. ما هذه الحالة التى هبطت على الجميع وكأنها نامت لسنين ..

قبلت والدها وأحتضنت رأسه  وهى تعتذر له عن عدم استيقاظها والنوم الطويل وتسأله إن كان تناول طعامه ؟؟ يخبرها شوكت أنه أكل طعام الأمس هو ويوسف لكن هناك شئ يقلقه فى يوسف !!

استدارت وجلست أمامه وهى تنظر اليه منتظرة أن يكمل حديثه لكنه أطال الصمت فسألته بتلهف سؤال المقر بما يقول أنها تشعر نفس الشئ ..

رفع رأسه ونظر اليها فى شفقة وسألها إن كانت بخير ؟؟

أستغربت السؤال من والدها فقد نست حالتها بالأمس وسرحت مع الورود فى أحلامها .. فأومت برأسها وهى تطمئنه بالحمد لله ..

فبادرها يطلب منها أن تتصل بحسن وتطلب منه الحضور ربما تتغير حالة يوسف عندما يأتى ... تخبره بما حدث بينها وبين يوسف وأنها اتصلت بحسن لكنه لم يرد ثم أصبح هاتفه مغلقاً ..

طلب منها أحضار باقى الأرقام من على الكارت الذى معها وتأتى بها له .. ذهبت لتنفذ ما طلبه والدها وقد تملكها القلق فما هذه الحالة الغريبة التى أستيقظت عليها وأين حسن ولماذا يشغل الجميع ربما يوسف فهو طفل وربما تعلق بحسن رغم أنه شئ غريب على طباعه لكن والدها هو أيضاً ما الذى يشغله فى أمر حسن وأقنعت نفسها ربما يكون هذا من أجل يوسف ..

أخذت تبحث عن الكارت دون جدوى لكنها فوجئت بيوسف يمد يده لها بالكارت أخذته منه وتركها فى حيرتها وأنصرف .. لماذا يحتفظ بالكارت الخاص بحسن .. ما كل هذه الغرابة التى تحيط بمنزلهم اليوم

قررت أن تعطى والدها الكارت وتذهب لتحصل على حمام دافئ .. لكنه طلب منها البقاء معه .. واتصل بالصحيفة وأخبروه أن حسن أنصرف منذ وقت طويل .. أتصل بالأرقام الأخرى دون جدوى .. لكنه أطمأن قليلاً فهو كان فى عمله إذا لم يوسف قلق عليه ..

طلب من سحر أخبار يوسف أن حسن كان فى العمل ورجع الى البيت ليطمأن .. دخلت سحر الغرفة لتجد يوسف يجلس منكمشا على السرير .. جلست بجواره وربتت على ظهره وأخبرته أنهم أتصلوا بالعمل وحسن كان هناك وأنصرف الى منزله وهو بخير .. وجدته يهز رأسه رافضاً ما تقوله فى عصبية ..

حاولت أن تهدئ من روعه لكنها فوجئت به يخبرها فى عصبية أن حسن أصيب فى حادث ..

صدمت سحر مما أخبرها به يوسف وهى تسأله فى حالة من عدم التصديق أو الرغبة فى عدم التصديق كيف عرف ؟؟.. فلم يسبق له ان فعل هذا !! يوسف يشيح بوجهه ويضع وجهه أسفل مخدته ويخبئ وجهه بها ..

أرتعبت سحر وأخذت تلوم نفسها مرددة : أنا السبب ..

فوجئت بيوسف يخبرها أنه من تسبب فى كل هذا ويضرب يده برأسه ..

خافت سحر من أن تعاود يوسف الغيبوبة التى أفاق منها للتو .. نادت على والدها وهى تحاول تهدئت يوسف وتطلب منه أن يحدثها ولا يلوم نفسه فهى بغبائه وعصبيته من تسبب فى كل هذا الغضب ..

دخل شوكت هلعاً يسألها عما حدث وهى تخبره وهو يحاول حمل يوسف وضمه لحضنه ووجد يوسف فى أحضان جده ملاذاً ليخفى دمعة تقاوم النزول ..

أنفجرت سحر فى البكاء يوسف لم يبكى أبداً فى حياته منذ ولادته كيف هذا ؟؟

تسأل نفسها هل هذه الدمعة حقيقية ولتتأكد تمسحها بيدها عن خد يوسف وتنطلق فى بكاء شديد والجد فى حيرة ماذا يفعل فأنفعل على سحر وهو يطلب منها التماسك فى هذه اللحظة ليستطيع التفكير كيف سيتصرف ..

دق جرس الباب فتحركت سحر وهى تمسح دموعها لتذهب وترى من بالباب .. وجدت البواب يعطيها أغراضاً كان يحملها بيده ويخبرها أن ممدوح بيه مر منذ قليل وأعطاهم له وطلب منه أيصالهم ...

أمسكت سحر الأشياء وألقتها على السلم وهى توبخ رضا البواب وتأمره أن يعيدهم له وتحذره من تكرار هذا الأمر وتأمره كذلك أن يمنع ممدوح نفسه من الصعود لهم أبداً وإذا حدث هذا ستتهمه بالتواطؤ معه .. وصفق الباب فى وجهه

أخذ البواب يجمع الأشياء المبعثرة على الأرض وظهر ممدوح من جانب خفى فى السلم وصعد الأسانسير ونزل للأسفل

يبدو أنه كان يختبر ردة فعلها والبواب يجرجر ساقيه خلفه فأستوقفه ممدوح وأمره أن يفتح عينيه جيداً وأن يخبره بكل صغيرة وكبيرة تحدث وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال أسال لعاب رضا البواب وترك له الأغراض وركب سيارته وأنصرف فى عجلة .. ورضا يسأله منادياً ماذا يفعل بالأغراض التى يحملها بين يديه فأشاح بيده من السيارة غير مبالى ففهم رضا أنه تركهم له ..

كان رضا جاسوس ممدوح أخبره بكل التفاصيل وقت صعود حسن أمس والورود التى كان يحملها ونزوله متأخراً وجلوسه لفترة فى السيارة كل تفصيلة وبدقة .. وهذا ما جعل ممدوح يأتى اليوم وكان ينتظر ردة فعل هادئة من سحر وكان سيظهر نفسه لحظتها لكن تصرفها جعله يحجم عن الظهور .. فهو لا يريد الصدام معها وخصوصاً فى هذه الفترة .
تدخل سحر وهى تلعن ممدوح آلاف اللعنات وتسبه فى كلمات سريعة خفيضة الصوت فيما يشبه البرطمة ..

 لكنها تتوقف عند باب غرفة يوسف وتحاول تمالك نفسها وأخفاء غضبها وتدخل الغرفة لتتفاجأ بيوسف يبتسم هو ووالدها وهم جالسين قبالة بعضهم سبحان مغير الأحوال !! هكذا نطقت ..

نظر لها والدها وهو يبتسم وأخبرها أن يوسف طمأنه على حسن فقد أفاق وأصبح بخير تتسع حدقتاها فرحاً وسعادة وتذهب فتحتضنهما فى فرح

ويسأله والدها من الذى كان بالباب ؟؟ فتخبره أنه البواب رضا أحضر لها بعض المشتريات أوصته بها من أمس ..

كذبت عليهم فعلت مثلما فعل حسن لم تخبرهم بالحقيقة لتحافظ على هذه اللحظة السعيدة .. الآن عرفت لماذا تصرف هكذا حسن ونظرت ليوسف وجدته ينظر له نظرة من يعرف ما حدث وفيما تفكر وهو يبتسم لها فأبتسمت وألقت بنفسها بينهما وهى تدغدغه بأصابعها وهو يتلوى فرحا ...
فى رحلة الظلام تبحث العيون عن بصيص ضياء .. فتظل تتحسس الأشياء وتصبح اليد هى العين التى ترى بها وتصبح الخطوات متأنية مترددة حذرة الى أن تألف العين الظلام وتمتزج معه عندها تستطيع أن ترى ربما ليس بوضوح لكنك ترى هذا السرداب الطويل المظلم وكأنه لا ينتهى بظلمته وقتامته

كنت أسير فى هذا السرداب وحدى وهو يضيق ويتسع ويتشعب تخبطى يزيدنى اصراراً على النجاة أحبو للنجاة والسرداب لا زال يضيق أكثر فأصل حد الزحف .. يقل أصرارى على الخروج وعندها يبدأ اليأس يتسلل الى نفسى لكنى أجد يداً صغيرة تتعلق بيدى وتجذبنى نحو الخروج ولأن الظلام يحيط بى أنظر للوجه نظرة طويلة متأملة .. هذه الملامح أعرفها جيداً أنه يوسف ..

 أسأله : ايه اللى جابك هنا  ؟؟

فيجيبنى لكن بصوت ليس كطريقته فى التخاطب معى ..

تملؤ مشاعر الأستغراب كيانى والشوق لسماع هذا الصوت الطفولى الجميل ..

يوسف : لنا جيت اخرجط من هنا  

اطلب منه أن ينجو بنفسه ويتركنى لأواجه مصيرى وحدى ..

رفض وتعلق بيدى أكثر وهو يشدنى بكل قوته ..

أسأله : ازاى هنخرج واحنا مش عارفين الطريق وكمان الدنيا ضلمة ؟؟

ينظر لى طويلاً ثم يخرج من عينه لؤلؤة يحملها على طرف إبهامه لأعلى فتنطلق تنير السرداب المتشعب أمامنا ويتسع السرداب

 قمت وأمسكت بيد يوسف بقوة وعدونا نهرول خلف النور وهو يزيد ويتسع لينير كل شئ حتى وصلنا الى بهو كبير متسع نوره يبهر العين فلا تستطيع الرؤية

أصاب يصدمة تضاد الأشياء وأضع يدى أمام وجهى لأتجنب الضوء ألتفت فى كل اتجاه ولكنى لا أرى ما خلف الضؤ غريب أن شدة الضوء تفعل ما يفعله الظلام أحتضنت يوسف وحملته وأنا أمشى بنفس الحذر مغمض العينين من شدة الضوء التى آلمت عيناي

 يوسف بصوته : تقدر تفتح عينك ..

اجيبه : عينى وجعانى جدا ..

وضع كفيه الصغيرين على عينى وأمسك جفونى بأصابعه الصغيرة الدقيقة وفتح عينى ....
فتحت عيناي وأنا لا أعرف أين أنا .. لا أحد حولى .. ظننت أننى فى غرفتى بالمنزل لكن لا .. ليست هذه غرفتى ..

أشعر بألم فى كل أنحاء جسدى .. ربما من كثرة النوم ..

أين أنا ؟؟؟

أرفع رأسى قليلاً !!

لا أعرف هذا المكان .. أين ذهب يوسف .. يبدو اننى كنت أحلم ..

أحاول القيام من مكانى لكن الألم يخترق كل ذرة فى جسدى ..

تدخل غرفتى مسرعة بثياب زهرية اللون وهى تعيدنى لوضعى وتخبرنى أنه لا يمكننى الحركة الآن .. أسألها أين أنا ؟؟ تخبرنى انى فى المستشفى  ..

 ما الذى حدث لا أذكر شئ بتاتاً

تابعونا فى الحلقة القادمة

تعليقات
4 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة