الحلقة الخامسة
![]() |
الحلقة الخامسة |
كلنا بشر .... متباينون ولكننا متساوون كلنا نتفس الهواء وتحكمنا نفس آلية الجسد ونعيش تحت السماء وفوق الأرض ... لكنها المنح والعطايا من الله هى ما تشكل فرقا ليس فى المنح ولكن فى العطاء ..... فمن يُمنح فيعطى غير من يُمنح ويبخل
رحلة
حب
الحب يأخذنا لبلاد لا نعرفها ... يحرر
أرواحنا من ثقل الجسد .... فتنبت لنا أجنحة نحلق بها إلى غايات قد لا ندركها
ولكننا نسعى إليها سعيا حثيثا باحثين عن السعادة في أبسط الأشياء ربما فى نظرة
خجله متوارية تسترقها العيون فى غفلة من الدنيا ... ربما فى لمسة تشعرك بهالة من
النور الغامر يملؤ روحك فترى الدنيا والأشياء كما لم تراها من قبل ... وتصبح
الحياة أجمل فى عينيك وحدك عندما تأنس بقرب الحبيب .
فتح يوسف عينيه الجميلتين وأبتسامة
صافية مرتسمة على وجهه ... لقد سمعنى وأحس ما أعانيه فى هذه اللحظة وأستيقظ ليشفى
قلبى ويجيب سؤالى الذى أبحث عن أجابة له رغم أن أجابته واضحة ساطعة سطوع شعاع
الشمس على زهرة دوار الشمس بصفرتها الزاهية وورقاتها المخملية الرفيعة ... فكل
تفصيله فى وجهى تخبر الأعمى بأنى أحبها ... هذه الدماء الجارية فى عروقى والخفقان
الشديد فى قلبى يصرخ معلناً ميلاد قصة حبى .... ولكننى لم أختبر مثل هذه المشاعر
من قبل فما زال هذا القلب بكراً رغم سنين عمره الطويلة .
اسأل يوسف عن سر أبتسامته الجميلة
التى يتطلع بها لوجهى فيجيبنى بطريقته : أنا مبسوط عشان ماما سحر؟؟
أداعب خصلات شعره بيدى وأخبره أنى
سأذهب لأحضر الطبيب الذى كان فى دهشة لهذه الأفاقة المفاجئة ... وأخذ يفحص يوسف
بدقة وأخبرنى أنه فى حالة جيدة ويمكننا الخروج ... أستبقيت يوسف مع الممرضة وذهبت
مع الطبيب لأتمام أجراءات الخروج ... ووجدت سحر تتصل بى وحاولت أفتعال الغموض
والجدية ولكن كل ما حاولته تسرب بمجرد سماع صوتها وهى تخبرنى أنهم وصلوا الى
المنزل وتسألنى عن حالى ؟؟؟؟
حالى لو أصفه لك ستفتح جنات عدن
أبوابها .... وتزهر الحدائق الغناء بشمسك الساطعة تعانق قطرات الندى المتساقطة على
أوراقها فتعيدها هواءاً تتنفسه الغابات وتدب الحياة فى يابسها وتفوح بعبق عطرك
الآخاذ ... حالى لو تعرفيه لأشفق قلبك على قلبى المسكين ...
أجيبها محاولاً أفتعال الهدؤ أسألها
عن عنوان المنزل ؟ تستغرب السؤال فأجيبها ببهجة وسعادة حقيقية : هجيب يوسف ونيجى
عشان فاق وبقى كويس خالص والدكتور طمنى وبعمل أجراءات الخروج .
تهللت فرحاً متلهفاً أحسست فى صوتها
بسعادة وهى تصرخ وتنادى والدها وتخبره الخبر السعيد فيأخذ شوكت بيه الهاتف من يدها
ويكلمنى يسألنى بأنفعال سعيد وفرح عما حدث ؟؟ فأعيد عليه ما سبق وأخبرت به سحر
فيعطينى العنوان بالمنيل بشارع عبد العزيز آل سعود ويخبرنى أنهم بانتظارى وقد كانت
السعادة تملؤ صوته وينهى المكالمة معى ... وما إن هممت وضع الهاتف بجيبى حتى
وجدتها تتصل مرة ثانية ..
وجدتها تقترح الحضور لتصحبنا ضحكت
وطمأنتها مازحاً : متقلقيش هعرف أوصل وبسرعة كمان هتعشونى ولا أجيب عشا معايا ؟
ضحكت : أنت هتبوظ النظام الغذائى بس
هحضرلك أجمل عشا هتاكله فى حياتك .
اضحك وأخبرها أنى سأسأل يوسف ان كانت
تحسن إعداد الطعام وأننى أثق برأيه .. تأتى الممرضة لتسألنى عن بعض الأشياء الخاصة
بيوسف والمتعلقات وكلما وجهت لى سؤالا أوجهه لسحر رغم أنى أعرف أجابته حتى أطيل
الوقت معها ... ووجدتها تضحك وتقول لى : مش قلتلك أجيلك هى الرجالة كده دايما تغرق
فى شبر ميه .
أضحك ولكن أجد الممرضة تسنعجلنى لأنهى
الأمور العالقة التى تخصنا فأنهى المكالمة وأعود معها للغرفة أجمع المتعلقات من
الدولاب وأضعها بالشنطة وأهيئ يوسف للذهاب وأحمل الحقيبة وأمسك بيد يوسف وأسأله
إذا كان يستطيع المشى أم أحمله فيبتسم ويخبرنى أنه يستطيع المشى ... جميلة هى
أبتسامته يبدو أنى تعلقت بهذا الطفل الهادئ المبروك وأصبحت أعشق وجودى معه فلا
أدرى عندما أكون معه أشعر براحة غريبة وألفة واطمئنان وسكينه روحية .رغم الاحداث العصيبة التى تمر بنا عندما نكون سويا
أنطلقت بالسيارة ويوسف يجلس بجوارى
يراقب الفتارين وأضواء المحلات ويخرج يده من النافذة ليلمس الهواء وتركته وشأنه
حتى لا أزعجه إلا أننى كنت أراقبه خفية حرصاً على سلامته وطلبت منه مساعدتى فى
أنتقاء باقة من الورود لأقدمها لسحر وسألته إن كانت تحب الورود فأخبرنى أنها
تعشقها .... ومررنا فى طربقنا بأحد المحلات التى تبيع الورود واصطحبت يوسف وأخذنا
ننتقى الباقة سوياً نتجول ويشير لى على الورود وكان له ذوق رائع فى الأختيار ...
أنتهينا من إعداد الباقة لسحر فأحضرت
له وردة ذات عبق جميل وقدمتها له فكان سعيداً بها جداً ظل ممسكاً بها ويشتمها
ويغمض عينيه وكأنه ينفصل عن الواقع والزحام من حولنا ويسافر فى حلم جميل هو وحده
من يتخيله ...
تمشينا قليلا واشتريت لنا الآيس كريم من
ذلك المحل الشهير بمنيل الروضة وجلسنا نتاوله سوياً حتى لا ينسكب على ملابسنا ثم
أحضرنا الشيكولاته وعدنا الى السيارة وتابعنا طريقنا ويوسف وكأنه عشق هذه الوردة
وتعلق بها فلا ينفك يحتضنها بين يديه الصغيرتين حتى وصلنا الى العنوان ...
ظلتت أبحث عن مكان للسيارة فمن
الصعوبة بحال وجود مكان لركن السيارة بكورنيش النيل حيث النوادى تلتهم الجهة
المقابلة للبنايات وتستخدم المساحات ظللت أحوم حتى وجدت مكاناً شاغر بعد عناء
المحاولة ولكن فى هذه اللحظة لمحت وأنا أنزل من السيارة ممدوح والد يوسف على الجهة
الأخرى من الطريق ويهم بالعبور
درت حول السيارة سريعاً وفتحت باب
السيارة بجوار يوسف وجلست على ركبتى فى مواجهته وهو ما زال جالس بالسيارة وقد ترك
الوردة من يده والضيق بادى على وجهه ووجدته يبادرنى بطريقته التى أعتدتها أنه يعرف
أننى رأيت والده
فسألته كيف عرف فأخبرنى بأنه يستطيع أن يعرف ما
يدورفى عقلى تماماً كما يفعل عندما يتواصل معى بدون كلمات وأننى أستطيع فعل هذا
أيضاً !! تعجبت من الأمر ومن كونى أستطيع أنا أيضاً قراءة ما يدور فى عقله لم أشعر
بهذا ولم أختبره حتى أننى أجهل كيف أسمع كلامه فى عقلى أساساً .... ولكن لم يكن
هناك وقت للتعجب ....
فسألته إن كان يثق بى فليتركنى أتصرف وينفذ ما
أقوله ؟؟؟
وجاءتنى أجابته على نحو جميل غير
متوقع فقد طوق بيديه الصغيرتين عنقى وأحتضننى فحملته بين يدى وأحتضنته أيضاً ...
وما إن درت بوجهى حتى وجدت ممدوح يقف أمامى ويمد يده لى فمددت يدى وسلمت عليه ...
كان كل همى ألا أفسد هذه الليلة بأى طريقة ....
أخبرنى ممدوح أنه عرف من المستشفى بخروج يوسف
وجاء ليطمئن عليه .... ويوسف ما زال يعانقنى ويختبئ بوجهه فى حضنى ولا يريد أن
ينظر إليه هل هو يكرهه حقاً لا أعتقد أن هذا الملاك يستطيع أن يكره ربما يخاف منه
فى أغلب الأمر .... ولكن المهم بالنسبة لى فى هذه اللحظة التخلص من ممدوح وألا
تتعكر الليلة الجميلة بمشاجرة أخرى معه ...
طلبت من يوسف أن يسلم على والده لكن
دون أستجابة منه فترجوته فى أفكارى وذكرته بالأتفاق الذى عقدناه منذ لحظات فوجدته
يستدير ويمد يده وتلقف ممدوح يده غير مصدق للأمر يبدو لى فعلاً أن يوسف يخاف منه
ولا يقربه ...
حاول ممدوح حمله عنى ليحتضنه فوجدت
يوسف ينظر لى فهززت رأسى بالموافقه فترك يوسف والده يحمله ويحتضنه ويوسف مرخى
ذراعيه ووجدته يفرك بيده فى عينه أحسست أنه سيبكى وأنه متضايق جداً فمددت له يدى
فأرتمى فى حضنى ... فأخبرت ممدوح أن الوقت متأخر ويوسف لم يكد يتعافى ويريد النوم
وأنى سأصعد به لأعطيه لهم وأعود على الفور ...
وجدته يخبرنى أنه سيصعد معى ... هذا
الشخص اللزج بكل ما تعنى الكلمة
طلبت منه عدم أزعاجهم فى هذا الوقت المتأخر
وحاولت أن أكون هادئاً ...
وجدته يلح كم هو ثقيل هذا الرجل أود
لو ألكمه فى وجهه بقوة وأفقده وعيه وأستريح ...
شعرت بيوسف يربت على ظهرى وكأنه يهدئ
من روعى نعم هو يعرف ما يدور بعقلى فأبتسمت وربت على ظهره وطمأنته إنها مجرد رغبة
ولكنها جامحة يا يوسف فابتسم ...
ولم أجد حلاً سوى أن أقدم وعداً
لممدوح بإعداد موعد له معهم فى وقت يكون مناسباً لهم أكثر ولكن عليه الآن أن
يتركنى لأصعد بيوسف لأنه يريد النوم كما يرى ... فوافق أخيراً على مضض وطلب منى
رقم هاتفى ليستطيع الأتصال بى ومعرفة الموعد الذى سأحدده معهم ... ولا أعرف لماذا
لم أرغب فى أن أعطيه رقم هاتفى فطلبت رقمه وأخبرته أنى سأتصل به أعطانى الرقم
وأنصرف أخيراً ... راقبت ممدوح وهو ينصرف بسيارته عطلنى هذا الوغد وأستهلك وقتاً
كنت أفضل قضاؤه معها دون طائل غير الضيق الذى سببه لى وليوسف
وتنفست الصعداء اخيراً انصرف ومر
بسيارته بجوارنا واشار بيده بتحية الانصراف بادلته الاشارة وسبة تنزلق على لسانى :
يالله يعلن ابو شكلك
فوجدت يوسف يضحك ويقبل وجنتى ويريد أن ينزل
فأنزلته .. لا أعرف سر هذا الكره بين هذا الرجل وبينهم لكن المؤكد أنه شخص تكرهه بمجرد
النظر له ...
هذا الأمر أنا متأكد منه أهم ما فى
الأمر أنى أنقذت نفسى من ضياع هذه الفرصة أن أكون معها وأتقرب منها أكثر وفى هذه
اللحظة رن الهاتف كانت سحر تتصل
أجبتها سريعاً وأخبرتها أنى بالأسفل
وسأصعد فوراً ..
اجابتنى بمزاح : شاطر كنت فاكراك تهت
بادلتها المزاح والضحك واثناء ذلك
امسك بوسف بيدى يحثنى على التحرك
أخرجت الحقيبة والورود والشيكولاته من
السيارة وأغلقتها وصعدنا أنا ويوسف فى المصعد للدور السادس ووجدت سحر تقف أمام باب
المصعد ....
جرى يوسف وأحتضنها وهى حملته بين يديها وهى تقبله
وتدور به فى سعادة غامرة وأنا واقف أشاهد مشاعر اللقاء متمنياً أن أنضم لهم فى
نوبة العناق هذه والمشاعر الحانية التى سادت الأجواء ...
أنزلت سحر يوسف ومدت يدها لى ...
ظننتها تريد السلام على فهممت أن أضع
الأشياء التى بيدى على الأرض فقد أشتقت لهذه السلام الذى يفعل بالروح الأفاعيل
لكننى وجدتها تضحك وتطلب منى برقة
باقة الورود فأرتبكت لأن الشنطة تعلقت بمنتصف ذراعى عندما حاولت الأنحناء لوضع
الأشياء على الأرض فى مشهد مضحك فأعطيتها الشيكولاته التى كنت أحملها باليد الأخرى
فضحكت بشدة من أرتباكى
وأنا اتسائل فى نفسى هل تتعمد سحر فعل
هذا بى أم أننى غير مسيطر على مشاعرى وعلى نفسى فلم يسبق أن كنت بهذه البلاهة
البادية فى تصرفاتى
يا ويلى لو كان الحب من أعراضه هذه
البلاهة التى أعانيها وجدتها تسألنى بدلال : أيهم أحضرته لها ؟؟
صرت أبله فعلياً فمددت يدى الأثنتان
بالورود والشيكولاته وألقيت بالشنطة على الأرض ليزداد المشهد كوميدية وهى تنطلق فى
نوبة من الضحك ....
كم أود لو كان ما بين يداى هى الدنيا
فأقدمها لك .....
أخذتهم منى وقربت الورود لأنفها
وأستنشقت عبيرها وأغمضت عينيها مثلما فعل يوسف تماماً ... وأبتسمت ودعتنى للدخول
فتبعتها ووجدت شوكت بيه واقف ينتظرنى وعلى وجهه أبتسامة مرحبة ..
وضعت الشنطة جانباً وأقبلت عليه
وأحتضنته مهنئاً بعودة يوسف فدعانى للجلوس ... حاولت أدعاء أن الوقت قد تأخر وربما
فى فرصة أخرى رغم رغبتى الشديدة فى عدم الذهاب ...
لكنه والحمد لله أصر على بقائى ولم
أستطع رفض طلبه ....
وجلسنا أنا وشوكت بيه وأختفت سحر
ويوسف فى داخل الشقة وقد تأكدت من تعمدها أرباكى بهذا الشكل ...
وجدت شوكت بيه يسألنى كيف أفاق يوسف
؟؟؟ فأخبرته أنى كنت أجلس بجواره وأكلمه بعد أن أنصرفوا وفجأة أفاق ..
وجدته يقترب منى بجسده ويسألنى ماذا
كنت أقول له ؟؟؟؟
إرتبكت وقطبت جبينى وأنا أسأل نفسى
ماذا أقول ماذا أقول لا يصح أن أخبره بما كنت أقوله ليوسف كيف سأقول له أنى كنت
أسأله عن حبى لسحر ولاحظ شوكت بيه أرتباكى فعاد بظهره للخلف وأبتسم وهو يقول لى
أننى على ما يبدو قد نسيت ... وأحسست بالأرتياح لخروجى من هذا المأزق هل أحس شوكت
بيه بشئ هو رجل ذكى وثاقب البصيرة .. ووجدته يشكرنى على الورود والشيكولاتة وهو
يبتسم .... فأخبرته أنها أشياء بسيطة غير ذات قيمة ولا تناسب مقامه ...
وجدته يقول بل قيمتها عالية عندهم
ويكفى التعب والمشقة والوقت الذى ضيعته وفاجأنى بطلب فاتورة المستشفى ..
إدعيت كذباً أنى نسيتها بالسيارة ....
نظر فى وجهى وأخبرنى أنى لا أستطيع الكذب فكذبى يظهر على وجهى جلياً وهو قاض سابق
وأن من مهام عمله كان التفرس بوجوه الشهود ومعرفة الكاذب من الصادق ...
وأشار بيده يطلب الفاتورة فأعطيتها له
فنظر فيها ثم أخرج المبلغ وأعطاه لى وشكرنى كثيراً حاولت الرفض لكنه أصر فأمتثلت
لرغبته نظراً لإلحاحه ...
وكنت أنتظر يوسف وسحر بشوق ليخرجوا
وبتسرع سألته عنهم فابتسم وأخبرنى أن يوسف بغرفته وسحر تعد العشاء لنا وطمأننى
بأنهم سيأتوا عما قليل ...
يبدو فعلياً أن وجهى يفضح مشاعرى ...
وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث حتى يعودوا
وفى الغرفة كانت سحر تختصن الورود وقد
ألقت جسدها على سريرها وشردت بخيالها وهى تحدث نفسها : لماذا تشعر بارتياح واعجاب
شديد نحو حسن وبهذه السرعة فلم يمضى إلا القليل منذ إلتقيا فى المستشفى عندما أنقذ
يوسف الطفل هناك .... حسن أنسان طيب وأنيق ووسيم وواثق من نفسه وعنده القدرة على
تحمل المسؤلية وسرعة التصرف فقد لاحظت ذلك من المواقف التى عايشتها معه وفى غمرة
شرودها دخل يوسف الى الغرفة وذهب فألقى بنفسه فوقها وأخذ يداعب وجهها وشعرها بيده
الصغيرة وهى تحتضنه بشدة
وسألته إن كان بخير الآن وكيف حدث
وأفاق ؟؟
أخبرها يوسف بما حدث بينه وبين حسن
وفضح أمر حسن لها تماماً
أخذ يروى لها كيف كان حسن يجلس بجواره
ويرتعش بشدة وقلبه يخفق بقوة ويطلب منه أن يساعده .. وبسأله إن كان ما يشعر به
بسبب حبه لها ...
قفزت السعادة والدهشة الى وجهها
وقلبها فى آن واحد ....
إنه يحبها إذا فمشاعرها لم تكن تخدعها
...
أخذت يوسف بين يديها وقفزت عن السرير
وهى تحتضنه وتدور به فى سعادة وسط الغرفة وتضحك ويوسف يبتسم سعيداً لسعادتها
وقبلته قبلات كثيرة وأخذت تداعبه بأصابعها فى رقبته وتحت إبطه ليضحك أكثر ...
ثم أخذت يده وأنزلته ليذهبوا حيث حسن
ووالدها
ولكن ما إن همت من الخروج من الغرفة
حتى استوقفت يوسف وعادت ووقفت أمام المرآة تمشط شعورها وتهندل من ملابسها وتسأل
يوسف هل هى جميلة ؟؟ ويوسف مبتسماً يخبرها أنها أجمل من فى الدنيا كلها ... وانه
سعيد من اجلها
خرجوا ليجدوا حسن ووالدها يتجاذبون أطراف الحديث
جلست فى المقعد المواجه لحسن الذى نظر
إليها فى خجل ولكن والدها بادرها بالسؤال عن الطعام ؟؟؟
شعرت سحر بالأحراج فقد نست تماماً أمر
الطعام كل هذه الأخبار الجميلة عندما تأتى فى وقت واحد تأخذ العقل وهى قد شردت مع
الورود التى أحضرها حسن .زما اخبرها به يوسف ...
وأنتفضت من مكانها وأخبرتهم بأنها
مجرد دقيقة وسيكون الطعام جاهزا ... وتركتهم وأختفت لتعود بعد قليل وتخبرهم أن
الطعام جاهز .
جلسوا جميعاً الى الطاولة يوسف يجلس
فى المقعد بجوارها ووالدها يجلس على رأس المائدة وحسن يجلس فى مواجهتها تماماً
لكنه لا يرفع رأسه عن طبقه وهى تنظر اليه منتظرة ان ينظر لها ... لكن هبهات فهى لا
تعرف حسن حين يأكل ينسى الدنيا كما يبدو .. وتذكرت ذات الموقف بالمتشفى
بدأوا فى تناول الطعام وشوكت يناقش
حسن فى بعض الأمور السياسية التى تحدث على الساحة فى هذه الفترة
وحسن كعادته وهو يأكل يرد ردوداً
مقتضبه فهو لا يحب الحديث وهو يأكل ويكاد لا يرفع بصره عن الطعام .. وشوكت ينظر له
منتظراً أن يرد عليه فى الأمر الذى طرحه عليه لكن دون جدوى فيبدو أن حسن لم ينتبه
لكلامه من الأساس ...
ضحكت سحر وذكرت والدها بموقف المستشفى
عندما كانوا يأكلون وأصيب حسن بالأختناق فعلى ما يبدو أنه لا يحب الكلام أثناء
الطعام توقف حسن عن الطعام ونظر لها وأبتسامة ترتسم على شفتيه فى احراج ....
معقول أنها عرفت شئ من طباعه بهذه
السرعة ...
ويجيب شوكت بيه معتذراً : معلش سحر عندها حق بس ببقى كده وانا
جعان وأنا حالياً فى شدة الجوع وكمان
الأكل لذيذ
ونظر الى سحر وقال بشئ من الغزل : تسلم أيدك
الأكل تحفة بجد
خجلت سحر وسألته : الأكل عجبك
فعلا ولا بتجاملنى .. ؟؟
وبعفوية مطلقة : انا ممكن اجامل فى اى
حاجة فى الاكل استحالة
فيضحك شوكت بصوت مرتفع ويترك حسن يكمل طعامه
ينهى حسن طعامه سريعاً كعادته ويجلس
يراقب سحر خلسة والسعادة تملؤ قلبه وهى ترمقه بنظرة خفيه بين الحين والآخر وهى
تحدث نفسها هل يعقل أن تحب شخصا يحب الطعام أكثر منها وينسى وجودها فى وجود الطعام
لم تكن تعرف أن حسن يتعمد فعل هذا حتى
لا يفتضح أمره وهو لا يعلم أن يوسف قد روى لها كل ما يحاول أن يخفيه ...
اما شوكت فكان يدعى عدم الأنتباه حتى
أنهى طعامه هو أيضاً وطلب من حسن مرافقته لشرب القهوة وطلب من سحر أعدادها
تبعهم يوسف الى حيث الغرفة الأخرى ..
وجلس بنفس مقعد حسن وشوكت ينظر له ويسأله أن يجلس فى مقعد مستقل وهو مستكين بجانب
حسن لا يتحرك متكئا برأسه على صدر حسن وكأنه يستمع إلى قلبه ...
دخلت سحر بالقهوة على الموقف ووضعتها
أمامهم ثم قدمتها لهم وهى تخبر والدها : الظاهر كده ان يويف وحسن بقى فى بينهم
تواصل خاص بيهم واسرار كتيرة كمان بس اكيد
هعرف الاسرار دى بالتأكيد . مش كده يا يوسف ؟؟
ورمقت حسن بجانب عينها لترى إن كان
فهم ما ترمى إليه .... أما حسن فنظر لبوسف وقد انتابه الذعر من أن يكون اخبرها بما
حدث
لكن اثناء ذلك حدث ما كان يخشاه اكثر
ممدوح هذا ما نطقت به سحر فجأة وهى
توجه سؤالها بكل الضيق وقد سيطرت عليها مشاعر السخط والأنفعال وأنطلق سيل من
الأسئلة التى تطرحها : انتا ازاى تقابل ممدوح ومتقولناش وكمان ازاى تخليه يقرب من
يوسف من سمحلك بده انت ازاى تعمل كده ده جزاء ثقتنا فيك
ما حدث فاجأ الجميع لقد اخبرها يوسف
بطريقته أن حسن جعله يستطيع التعامل مع والده عندما جاء وألتقى بهم بالأسفل .. ولم
تحدث مشكلة ولم يشعر بالخوف كعادته عندما يقابله
كل الأنظار اتجهت نحو حسن الذى أرتبك
وهو ينظر ليوسف فى لوم وعتاب على أفشائه الأمر ولا يجد ما يبرر موقفه فقد تعثرت
الكلمات على لسانه
شوكت ينظر لحسن فى لوم وسحر وقد
انطلقت تهدر كشلال من الغضب
لقد وقع ما كان يخشاه حسن أن تتعكر
الليلة بسبب ممدوح ووجد نفسه فى مأزق كيف سيجيب على هذه الأسئلة وكيف سيعيد سحر
الى هدوئها ولماذا تتحول بهذه الصورة ولماذا يحدث كل هذا كلما ظهر ممدوح هذا
وتحولت االلحظات السعيدة والنظرات الخجلة الولهة والضحكات الى الأنفعال والضيق
والذكريات الحزينة

روووووووعه وتوصيف مشاعر خرافي وتشويق ومتعه رهيب
ردحذفوانا بحب سحر ههههههههههه
ربنا يكفيك شر زعلها ههههههههه
حذف😒
حذفجميييييييييلة جدا
ردحذفتسلمى ... رأيك شئ مهم جداً يا أستاذة
ردحذفجميلة ومشوقة 😍
ردحذف