[
U3F1ZWV6ZTQ4NzYxODA3NTc1OF9GcmVlMzA3NjMxNjQ2Njc2

مركب الغلبان

اسطورة,قصة,قصة قصيرة,اسطورة الحب,قصة خيالية,قصة معبرة,القصة الكاملة,القصة الحقيقية,قصة حب,قصة عشق,اساطير,البحر,البحار,حورية البحر,أساطير,عروس البحر,أعماق البحار,اغرب ما فى البحار,حرية البحر,عروسة البحر,عروسه البحر,اعماق البحار,عجائب البحار,حوريات البحر,اساطير في قادم الزمان,أساطير عالمية,عالم ما تحت البحار,حورية البحر حقيقية,غرائب البحر,عروس البحر الحقيقية,في البحر"

للصيادين فى كل بحر وخليج ومحيط قصص وأساطير يتندرون بحكايتها ويشغلون بها أوقاتهم الطويلة عند الذهاب فى رحلات الصيد منها ما هو الحقبقة ومنها ما هو الخرافة 

كنت أجلس فى مقهى الصيادين منتظراً الريس حسين حيث وعدنى بأن يأخذنى معه للعمل على مركبه .. انا مرسى صياد من الصيادين الذين يعيشون اليوم بيومه من الصيد فى البحر وكان الصيادون ينادوننى مراسى .. كان معظم الصيادين يحبوننى ويحبون أصطحابى على مراكبهم لأنى مطيع ومجبور الرزق فى الصيد كما يقولون عنى .. حياتى كانت بسيطة أرعى أمى بعد غرق أبى فى أحدى نوات البحر فى أحدى رحلات الصيد وكان مقهى الصيادين والبحر والغرفة التى نسكنها أنا وأمى بأبو قير هو عالمى الذى أعيش فيه مثل السمك الذى يعيش فى البحر 
جاء الريس حسين وألقى التحية على الجالسين بالمقهى ثم جلس بجانبى وسألنى إن كنت قد تناولت أفطارى فقبلت وجه يدى وأجبته : الحمد لله يا ريس .
نادى على حندوسة القهوجى وطلب منه كوبا من الشاى بالحليب وجلسنا نتسامر فى أنتظار باقى الصيادين الذين سيخرجون معنا للبحر وتوافدوا حتى أكتمل عددنا وكان الريس يسأل كل صياد نفس السؤال إن كان أفطر أم لا ويطلب الأفطار لبعضهم وبعدها تحركنا متوجهين للمركب وأنطلقنا بها لعرض البحر وكل صياد عرف عمله من الريس وأبقانى الريس بجواره بقمرة القيادة لأعد له الشاى الذى يحبه وأكون فى خدمته أثناء قيادته للمركب وكان الريس حسين يعرف من القصص والحكايات عن البحر الكثير وله طريقة شيقة فى روايتها ويبدو أن مزاجه كان طيباً هذا اليوم فبدأ يحكى لى ... 
أخبرنى الريس أنى أذكره بقصة صاحب مركب الغلبان وبدأ يروى القصة .....  سيد كان صياداً شاباً مثلى وفى نفس عمرى تقريباً وكان صياداً بالأجر على المراكب لكنه كان طموحاً وله حلم أن يمتلك مركب صيد فى يوم من الأيام ومن أجل هذا كان لا يكل من العمل ليل نهار ويدخر ما يستطيعه لكنه كان بجميع الأحوال قليلاً فجاءته فكرة وبدأ فى تنفيذها وكان ينتقى من الأسماك أحسنها ويجمعها ويشتريها بما أدخره من أموال ويذهب بها الى بيوت وجهاء الأسكندرية ويعرض أسماكه عليهم ويبيعهم ما جمعه من الأسماك ... وكان زكياً ومحبوباً من الجميع وأصبح له زبائنه من الأكابر وكان بعضهم يجزل له العطاء محبةً له وعطفاً عليه وظل على حاله هذا ما بين العمل فى البحر وتجارته البسيطة فى السمك حتى استطاع أن يكون مبلغاً من المال لكنه ما زال لا يكفى لشراء المركب الذى يحلم به وفى أحدى الأيام طلب منه أحد الأعيان وكان تاجر غلال  أسمه الحاج حسن أن يحضر له كمية كبيرة من السمك لأنه يقيم وليمة كبيرة وأعطاه مبلغاً من المال وفرح سيد فمكسبه من هذه الوليمة سيكون وفيرأ وبالفعل جمع من الأسماك أحسنها وذهب فى آخر النهار محملاً بالأسماك لبيت الحاج حسن الذى قابله بترحاب وعرض عليه أن يبيت ليلته ببيته ليساعد الخدم فى أعداد الطعام وتقديمه للضيوف ووعده بمبلغ من المال مقابل ذلك ووافق سيد من فوره على طلبه وظل عند الحاج حسن يساعد ويقدم الطعام للضيوف وكان حديث سيد عذباً وصاحب فكاهة أيضاً وبعد أن إنتهى الضيوف من الطعام عرض سيد على الحاج حسن أن يقوم بتسلية ضيوفه بقصة من قصصنا نحن البحارة ولأن قصصنا تحمل الكثير من التشويق والمغامرة أعجب الحاضرون بالقصة وظلوا فى إنصات لسيد وهو يحكى ويمثل بجسده أحداث القصة حتى أنتهى منها وسط تصفيقهم له مما شجعه على المزيد فغنى لهم موالاً من التى نغنيها فى رحلات الصيد فى البحر وكان صوته جميلاً وشجياً أطرب الحضور وراقهم فأعطاه بعض الضيوف الذين كان معظمهم من أعيان الأسكندرية بعض المال إعرابا منهم على أعجابهم بحكاياته وغناؤه ومضت الليلة وأنصرف الحضور وذهب سيد ليتقاضى أجره وليستأذن من الحاج فى الأنصراف لكن الحاج حسن إستبقاه وطلب منه معرفة قصته وظروف حياته وحكى له سيد عن حلمه بإمتلاك مركب صيد وما يفعله من أجل هذا الحلم فأعجب الحاج حسن بهمته ونشاطه وذكائه وطلب منه المبيت حتى الصباح ووافق سيد لطول المشوار الذى سيقطعه فى هذا الليل حتى يعود لبيته ونام ليلته بعد يوم من الأرهاق والعمل وفى الصباح إستدعاه الحاج حسن وسأله كم ينقصه من مال ليشترى المركب وأستغرب سيد وتفاجأ من السؤال ووقف أمامه يحصى فى عقله ما أدخره وما يتبقى على ثمن المركب وأخبره أن الذى ينقصه ربما  بعض الجنيهات ففى هذا الوقت كان للجنيه قيمة كبيرة وإذ بالحاج حسن يخرج من جيبه المال ويمد يده بالمال لسيد ... المبلغ الذى يحتاجه وذيادة وسيد غير مصدق لما يحدث وظل ينظر للمال فى يديه ويعود لينظر فى وجه الرجل الطيب الذى أرتسمت على وجهه أبتسامة حانية ويخبره أنه رجل بحق ويستحق كل خير وإذ بسيد يرتمى بحضن الرجل ويقبل أكتافه ويحاول تقبيل يده إلا أن الرجل يسحب يده ويربت بها على ظهر سيد ويطلب منه أن يشد حيله وأن يأتى لزيارته لأنه أحبه وأعتبره أبناً له ويفرح بل يطير من الفرح ويعده بالعودة وتسديد المال له ويبتسم الحاج حسن ويخبره مازحا أن يحضر بهم أسماك ويرد سيد أنه سيحضر أحلى الأسماك وينطلق سيد وهو يكاد أن يطير من الفرح ويبدأ فى تحقيق حلمه فيشترى المركب الذى كان يحلم به ويخرج به للبحر للمرة الأولى سعياً على رزقه ويجد من فضل الله العطاء الجزيل ويدور سيد نعد رجوعه من البحر ويوزع السمك الذى أصطاده كله على الفقراء والمحتاجين والصيادين الذين يعرفهم ويعرفونه لأنه نذر لله أن يكون أول صيده كله لوجه الله  وكان كما وعد الحاج حسن يذهب له كل أسبوع محملاً بأطيب الأسماك ويقدم له المال وفاءاً للدين وكل مرة يرفض الحاج حسن المال ويأخذ السمك يتصدق منه ويهدى منه أصدقاؤه ويبقى عنده ما سيأكله هو وأهل بيته .... بل ويحاول أن يعطى سيد ثمن السمك الذى يرفض وبشدة ويخبره أن المعروف الذى فعله معه دين فى رقبته وأنه والده حيث كان سيد يتيماً ... 
ويصبح سيد الغلبان هكذا سماه الصيادين لأنه سمى المركب الذى إشتراه  مركب الغلبان الريس سيد وتمضى الأيام بخيرها وفى يوم وهو عند الحاج حسن تأتى أحدى بنات الحاج حسن ويراها سيد لكنه يطأطأ رأسه حياء وحفاظاً على حرمة بيت الحاج حسن لكن كان جمالها أخاذاً وقد أصاب قلبه شئ من الرعشة التى لا يعرف سببها هل هو الحب لكنه ينفض عن رأسه هواجسه فمن هو حتى يفكر فى الحب ومن هو حتى يقبل به الحاج حسن الرجل الغنى ويفيق مما يدور فى نفسه على صوت الحاج حسن يسأله فيما هو شارد فريتبك ويخبره أنه كان فى الصيد ولم يأخذ قسطاً من النوم ويستأذنه فى الأنصراف ويمضى فى طريقه بشروده ووجهها لا يفارق خياله ويصبح وجهها هو الحلم الذى يعيشه وهو فى مركبه الذى كان حلماً أيضاً ....وهو بين الصيادين فى البحر ... فهل تخدعه الأمانى بحلم مستحيل .....
وتأتى الأيام لسيد بالمفاجأه .... يطلب الحاج حسن من سيد أنه يأخذه هو وأسرته فى نزهة بمركبه فى البحر فى اليوم التالى ويوافق سيد غير مصدق أن الدنيا قد تمنحه هذه السعادة ويبيت ليلته يتقلب فى فراشه وقد جافاه النوم ينتظر النهار أن يأتى ولكنه يشعر أنها أطول ليالى عمره وكأن الليل يأبى أن يمضى ..... ولما يأس من ذهاب الليل خرج ومشى الى مركبه وظل منتظراً على الشاطئ وأخيراً يأتى النهار وهو جالس يتطلع يستجدى الوقت أن يمر ... ويأتى الحاج سيد وأهل بيته زوجته وبنتيه زينب وأحسان هى زينب الكبرى التى رآها ... هى زينب التى أصبحت حلمه  وكأن حياته قد أضأت بوجهها الجميل
وتمضى الرحلة وسيد بين الحين والآخر يختلس النظر فى خفيه الى زينب وهى هائمة فى موج البحر بوجهها وهو لا يصدق نفسه وكأن البحر ليس كما يعرفه فقد كان هادئاً وكأنه أستكان لجمالها .
ولكن لأن الأوقات الجميلة تمضى سريعاً فقد أنتهت الرحلة وطلب الحاج حسن من سيد الرجوع بهم للشط ... ويصر سيد عند عودتهم أن يعد لهم سمكاً ليتناولوا الغداء على الشاطئ ويجلس الحاج وأسرته على الشاطئ وسيد يعد الطعام وأثناء ذلك تقوم زينب وأحسان ناحية البحر يداعبان الموج بقدميهما ويتجاذبان أطراف الحديث ونظرت زينب ناحيته وهو يختلس النظر فأرتبك وأشاح بوجهه أدباً وأدعى أنشغاله فى أعداد الطعام لكنه يعود لينظر ناحيتها وتلتقى عيناهما ويثبت سيد وكأنه قد تسمر مكانه متناسياً كل شئ أبحر فى عينيها العسليتين الواسعتين فلم يعد يشعر بشئ حتى لسعته الحديدة التى يقلب بها النار فى يده فرماها بعيداً وقد أفاق وضحكت زينب وأحسان .... كم هى جميلة ضحكتها .... أفاق من شروده على صوت الحاج ينادى بنتيه فنظر ناحيته ولاحظ تغيراً بوجه الحاج حسن .... وحدث سيد نفسه يبدو أن الحاج حسن لاحظ تصرفه وأستاء منه فأطرق برأسه ينهى الطعام ويذهب فيضعه أمامهم ويستأذن الحاج فى الذهاب لقضاء بعض الحاجيات فيرمقه الحاج حسن بنظرة المدرك لما يعتمل فى نفسه ويأذن له ... ويذهب سيد وينزوى بركن بعيد يؤنب نفسه على ما فعله وما كان منه لكن ماذا يفعل فقد سحره جمالها ويقرر أن يزيح كل هذا من رأسه ويذكر نفسه بمعروف الحاج حسن ومقامه ومكانته عنده ويجفل عائداً حاملاً أكواب الشاى فيجدهم أنتهوا من الطعام ويقوم الحاج حسن من جلسته ويأخذ بيد سيد ويطلب منه أن يسيرا معاً قليلاً ويبتدره بالسؤال عن سبب حالته على غير عادته ويرتبك سيد وينظر الى وجه الرجل لكنه لا ينبث بكلمة وكأن لسانه قد أنعقد والحاج حسن ينظر إليه ويذكره أنه يعتبره أبناً له ويربت على ظهره ويهم أن يمضى لكن سيد يتعلق بيده وبدون وعى وبلهفة العاشق الفاقد للمنطق يطلب من الرجل أن يزوجه من أبنته زينب ويتطلع الرجل طوبلاً فى وجه سيد ويلاحظ بريق دموع فى عين سيد وتطول الوقفة فتنزل الدمعة وسيد يترجاه إن كان يعتبره أبنه فليحقق له حلمه كما سبق وحقق له حلم المركب ..... يربت الرجل على يد سيد المتعلقة به ويخبره أن هذا ليس الوقت المناسب .... فيطأطأ سيد رأسه وشعر أن الدنيا تخبره أن يكف عن الحلم .... ويمضى الحاج ويأخذ أسرته ويمضى فى طريقه ... ويظل سيد واقفاً مكانه يتطلع لهم وهم يمضون فى طريقهم وتلتفت زينب وترمقه بنظرة قلقة تعيد له الأمل وتختفى رويداً رويداً ..... ويبقى سيد فى ولهه وشقائه وعشقه .
وتمر الأيام ثقيلة على قلب سيد يخرج البحر بمركبه ويعود وقد فقد أهتمامه بالحياة ..... وفى الموعد الذى أعتاد فيه الذهاب  للحاج حسن يرسل له المبلغ الذى يدين به له والأسماك كما أعتاد مع أحد الصيادين .... ويعود الصياد ويخبره أن الحاج أخذ المال والسمك وعندها أوقن سيد أنه لا أمل فى حلمه .... فألقى الحزن هالاته على قلبه وأصبح البحر والصيد سلوته ......
وتمر ثلاثة شهور على سيد وهو يرسل الأسماك للحاج حسن كعادته مع أحد الصيادين لكن فى أحد الأيام يرجع الصياد ويخبره أن الحاج مريض .... وبدون وعى ينطلق سيد الى بيت الحاج حسن الذى يقابله مبتسماً ويحتضنه بشوق حقيقى ويتعجب سيد الحاج فى أحسن حال لماذا أخبره الصياد أن الحاج مريض ...... ويفاجئه الحاج حسن فكما ساعده وحقق له حلمه بامتلاك مركب صيد فقد حقق له حلمه وقبل بزواجه من زينب وسيد يقف أمامه يكاد أن يصاب بنوبة قلبية من شدة خفقانه فرحاً ......
ويتم الزواج ويعيش هو وزينب فى سعادة وينجبا ولداً سماه حسن تيمناً بالجد الطيب الذى أعطاه كل سعادته فى الدنيا المركب وزينب التى كان هائماً فيها عشقاً وحباً والتى أصبحت كل سعادته نظرة الى عينيها العسليتين الجميلتين كبحر هادئ يبحر فيه بقلبه ولكنها الأيام كما تعطى تأخذ ..
تهب فى البلاد ثورة عرابى وتبدأ أحداث مريرة على الأسكندرية وكان الحاج حسن كحال الوطنين الذين ساعدوا جيش عرابى وثورته وسيد كان يذهب بالامدادات التى يجمعها التجار لمساعدة عرابى ورجاله ويتحرك الأسطول الأنجليزى قاصداً الاسكندرية وتبدأ احداث مؤلمة مذبحة بين الأجانب المقيمن بالأسكندرية واهالى الأسكندرية راح ضحيتها الكثير من الأهالى بسبب أجرة حمار ويضحك الريس حسين فى مرارة .... ثلاثمائة شخص ماتوا من أجل أجرة حمار !!!!
أسأل الريس عن قصة الحمار فيضحك مرة أخرى ويطلب منى أعداد كوبين من الشاى فأذهب واعود بهما سريعاً متشوقاً لسماع باقى القصة يرشف الريس حسين رشفة كبيرة من كوبه ويتابع ....
أحد المالطيين كان سكران وطلب من رجل اسمه سيد العجاف يتكسب رزقه من توصيل الناس بحماره للأماكن التى يرغبون بها بتوصيله وظل المالطى يتنقل من حانة الى أخرى وكل مرة يطلب العجاف الأجرة يخبره أنه لم يصل لوجهته بعد وسيد العجاف يسير بالحمار وعليه المالطى حتى تعب ولكنه منتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه التوصيله ليحصل على أجرته .... حتى وصلوا عند مقهى القزاز المزدحم دائماً فى شارع البنات وبجواره حانة فنزل المالطى ليكمل سكره بها فطلب سيد العجاف الأجرة فما كان من المالطى إلا أن أخرج قرشاً وأعطاه له ودخل الحانة فما كان من العجاف الا أن ترك حماره ودخل وراء الرجل ليطلب باقى أجره ودارت بينهما مشادة كلامية سحب المالطى سكينا وقتل العجاف فحاول بعض المتواجدين القبض على القاتل لكنها كان مكيدة بدأ الخبازين اليونانين بأطلاق الأعيرة من أسلحتهم التى أعدوها من قبل على الأهالى والحمارين الذين ثارت ثائرتهم لمقتل العجاف وبدأت المعارك بين الأهالى والأجانب الأخالى متسلحين بالشوم والهروات والأجانب لديهم أسلحة نارية يطلقون منها وكبرت المعركة حتى امتدت للمحمودية والرمل والمنشية وأصبح الأهالى يهجمون على كل من يعتمر قبعات الأجانب او من تبدو هيئته أنه أجنبى وبدأوا يكسرون محلاتهم حتى لو لم تكن لهم علاقة بالحادث وفشلت الشرطة فى أحتواء الحادث وقتل ثلاثمائة الأجانب كانوا خمسين والباقى من الأهالى وكانت هذه الحادثة مدبرة لألقاء اللوم على عرابى لأن المالطى فى الأساس كان خادم القنصل البريطانى مستر كوكسن ...... وأيقن الحاج حسن والتجار مغبة الأمر وحاولوا تهدأت الأهالى وفق طلب رجال عرابى منهم ولكن دون جدوى وحاصر الأسطول البريطانى الأسكندرية وأجلوا رعاياهم من الأجانب وبدأوا قصف الأسكندرية ......
رشف الريس حسين آخر رشفات الشاى وصمت وأنا أنظر إليه متحرقاً لسماع باقى القصة ولما طال سكوته سألته : وسيد والحاج حسن ؟؟؟ نظر لى مبتسما وطلب منى أن أطلب من الصيادين إنزال الشباك للماء فجريت مسرعا أبلغتهم وعدت لأجد الريس يهم بالخروج فتسمرت أمامه وهو يبتسم ويأمرنى أن أتبعه وأخرج خلفه حتى يستقر بآخر المركب ويجلس ليتابع العمل فأجلس على أرضية المركب بجواره ويباشر يوجه الصيادين ثم ينظر لى ويسألنى سؤال المقر إنى أنتظر نهاية القصه ويتكأ بظهره فى مقعده ويعقد يديه خلف رأسه ويفرد ساقيه ويشبكهما وينظر للسماء ويخبرنى أن الغمام هابط على سطح البحر قريباً ويضحك ... ثم يكمل
الحاج حسن وبيته تعرض للقصف كبيوت كثيرة ومات فيه هو وأسرته ويقرر سيد أن ينتقم من الأنجليز ثأراً لجد إبنه حسن ويتسلل ليلاً هو وبعض الصيادين محاولين الوصول للسفن الأنجليزية وكان البحر غماما فظنوا أن الليل والظلمة والغمام سيكون فى صالحهم لكن رصدتهم أحدى السفن وأغرقت مركبه وقتلته هو والصيادين الذين كانوا معه ومن وقتها يحكى الصيادين أنهم يروون مركب الغلبان أحيانا كثيرة مبحرة ويلقون لها التحية من بعيد فتذهب وتتوارى فى الغمام ..... هذه نهاية قصة مركب الغلبان 
اطأطأ رأسى حزناً على نهاية القصة المفجعة بعد كل هذه السعادة فينظر لى الريس حسين ويفاجئنى بسؤاله إن كنت أعرف من هو سيد الغلبان فأجيبه نفياً فيبتسم ويخبرنى أنه جدى لأبى ويفاجئنى لكن نعم اسمى مرسى محمد حسن السيد وأسأل الريس إن كان الأمر صحيحاً أم أنه مجرد صدفة ولكنه يجيبنى بغموض : ستعرف قريباً ويقوم من جلسته ويخبرنى أنه ذاهب ليرتاح بقمرته ويتركنى وسط حيرتى ويذهب وأظل على جلستى حتى شعرت بالبرد ووجدت غماماً كثيفاً يغطى وجه البحر أحضرت ما ألبسه ليدفئنى قليلاً وعدت لأتفاجأ بمركب تظهر وتختفى فأخذت أدقق النظر ولكن كان من الصعب وسط كل هذا الغمام وأفرك عيناى لأتأكد نعم أميز مركباً مبحراً باتجاهنا وأهم أن أنادى الريس حسين والصيادين لكن تعقد المفاجأة لسانى ففى اللحظة وجدت المركب قد إلتصقت بمركبنا وشخص منها ينادى بإسمى ظننتها أحد مراكب الصيد التى عملت عليها وأقتربت من الحافة لأجده يمد يده لى وظننته يسلم على فمددت يدى وإذ به ينتزعنى من مكانى بقوة فأصبح على مركبهم وتنطلق المركب وأنا أصرخ مرتعباً أنادى على الريس حسين بكل ما أوتيت من قوة ويضع أحدهم يده على كتفى فأنتفض مرتعباً زاحفاً على يدى وساقى ثم أقع على ظهرى والخوف يسيطر على كل جسدى فأجد صوتا يطلب منى عدم الخوف وأن أهدأ لكنى أسأله بهلع من يكونون وماذا يريدون منى فيجيبنى صوت الشخص الذى لا أتبين ملامحه من الغمام الكثيف أنه الريس سيد الغلبان ........ فترتعش كل ذرة باقية فى جسدى فيتابع متسائلاً كيف أخاف من جدى وتدور عينى فى مقلتيى وأسأل نفسى هل أنا مستيقظ أم نائم وأحلم ولكن فجاءة يأتينى صوت أميزه رغم الزمن إنه صوت أبى مؤكد أننى أحلم فأبى غرق من سنين فى أحدى رحلات الصيد ولكن يتبدد الغمام فجاءة وأراه نعم إنه أبى .... نعم أنه أبى أطيل التحديق فيه وقد أصبحت أكثر خوفاً فينظر الى الرجل الذى أخبرنى أنه جدى ويسأله أنه ربما لم يحين الآوان لأرافقهم ... لكنه يطلب من أبى أن يسألنى إن كنت أرغب فى البقاء معهم أم العودة وأجيب من فورى أنى أريد أن أرجع ...
فيقبل على والدى ويمد يده ويجذبنى من يدى فأقف فيأخذنى الى حضنه ويضمنى بشدة وحنان يلقى فى نفسى الأطمئنان فأجدنى أحتضنه وأقبله وأستكين وتهدأ نفسى فيسألنى مرة أخرى إن كنت أرغب فى العيش معهم أم فى العودة وهذه المرة أجدنى وقد تحيرت ولم أصبح متأكداً من شئ فأسأل أبى عن أمى هل سنتركها بمفردها فيبتسم ويخبرنى أنها ستأتى هى أيضاً ويبتسم جدى ويقبل على ويأخذنى فى حضنه ويقدمنى الى جدى حسن الذى يأخذنى فى حضنه هو الآخر ويسألنى جدى سيد إن كنت سأبقى أم سأعود فأخبرهم ما دامت أمى آتية فلمن سأعود فيحتضننونى سوياً ويرحبون بى على مركب الغلبان ويربت أبى على كتفى ويبدأون الأستعداد للرحلة ويوزع جدى سيد المهام وينظر لى ويخبرنى أنى سأرافقه بقمرة القيادة لأنه يرغب فى يحكى لى بعضاً من حكايا البحر فأهم بأن أتبعه ....
ولكنى ألمح من بعيد الريس حسين على ظهر مركبه وهى تتجه للشط وهو يلوح لى بييده مودعا ........



تعليقات
4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. والله بص انا كسلت اقرا بس انا متاكد انو حلو

    ردحذف
  2. فانتزايااا جميلة جدا وشيقه بس شوفلنا الريس الغلبان ياخدنا معاه احنا كمان هههههه

    ردحذف
  3. محتاجين بحر فعلاً بس مش عارفين هما رايحين فين

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة