الحلقة الرابعة
![]() |
| الحلقة الرابعة |
رابط الحلقة السابقة : الحلقة الثالثة
كلنا بشر .... متباينون ولكننا متساوون كلنا نتفس الهواء وتحكمنا نفس آلية الجسد ونعيش تحت السماء وفوق الأرض ... لكنها المنح والعطايا من الله هى ما تشكل فرقا ليس فى المنح ولكن ف العطاء ..... فمن يُمنح فيعطى غير من يُمنح ويبخل .
هدؤ
العودة
الأرهاق يلتهم كل ذرة من جسدى دخلت من
باب شقتى وألقيت نفسى على أريكتى المفضلة وغصت فيها وأغلقت عينى وأنا أشعر بصداع
رهيب وأن جسدى يرغب بشدة فى أخذ حمام دافئ ليفرغ كل التعب ولكن أشعر بالأرهاق
.....اتمنى ان يذهب عقلى وجسدى المتعب فى
غفوة سريعة لكن صوت هاتفى قرر انه ليس
الوقت المناسب نظرت للشاشة متسائلاً من يكون المتصل فى هذا الوقت الذى أوشك على
الفجر ... وتحفزت كل ذرة فى جسدى إنها سحر ترى ماذا حدث عله خير وفى لهفة رددت
لياتينى صوتها الغذب تسالنى إن كنت قد وصلت منزلى
أطمئنها وأسألها عن يوسف وعن والدها
فتبادرنى بالسؤال عن سبب توقفى ودهشتى
وأنا ممسك بيد يوسف أصمت قليلاً متردداً فى الرد ولكن لا أجد بد من أخبارها : يوسف
كلمنى بطريقته ....
تهللت فرحاً وضحكتها تتسلل لروحى
وسألتنى : يوسف قالك ايه
واخبرتها انه كان يطمأننى ويخبرنى أنه حزين مما
حدث من والده اليوم .... وجدتها ذهبت فى صمت فأحترمت صمتها فبادرتنى أنها ستذهب
وتتركنى لأستريح .... أغلقت الهاتف ودخلت فى حالة من الافكار المتلاطمة فى كل ما
حدث هذا يوم بعام كامل يا حسن وقرر العقل الدوران كآلة لا تتوقف ولم ينقذنى من هذا
الوضع المتعب غير زميلى بالجريدة وهو يتصل للاستفسار عن سبب تاخرى عن العمل وفوجئت
بالساعة وقد تخظت العاشرة صباحاً
قمت من مكانى وأنا أشعر أن
رقبتى تؤلمنى بشدة توجهت للمطبخ وضعت للقطة بعض الطعام الجاف الذى أشتريته
لها وأنهمكت فى ألتهامه ...... أخذت حمامى وبدلت ملابسى وأخذت أبحث عن الهاتف دون
جدوى ..... جلست مكانى أحاول تذكر أين وضعته ... أصبحت هذه الهواتف هى صلة الأنسان
بمجرد أن تختفى ولو قليلاً تنقطع هذه الصلة ويصبح الأنسان معزولاً حيث هو ..... لم
تكن حياتنا بهذا الشكل المفزع بمجرد أن تختفى هذه القطعة الألكترونية تتبدل الحياة
... جاءت القطة من المطبخ بعد أن أنهت طعامها وأخذت تحك رأسها بقدمى فأنحنيت
لأحملها فوجدت الهاتف اللعين وقد سقط تحت المقعد أخذته وشكرت القطة لأنها عثرت على
هاتفى وأجابتنى بمواء رفيع ضحكت من حالة الهذبان الفكرى التى أعيشها وأنطلقت بدلت
ملابسى وذهبت الى العمل وانا اشعر بارهاق الدنيا قد تسلل الى كل ذرة فى جسدى
المنهك .....وعندما انتهى اليوم بفارغ الصبر انطلقت فى طريقى الى المستشفى فقد
أشتقت ليوسف وسحر وظللت أفكر فيها طوال الطريق أشعر نحوها بمشاعر لا أجد لها
تفسيراً فأنا طوال حياتى لم أعرف الحب ولم أصادفه أو أفكر فيه ولا أعرف ما يشعره
المحبون والعشاق فقد كنت عقلانياً طوال حياتى وكنت أخشاه لما أراه من تجارب حولى
وكانت كلها لوعة وحزن وكنت أهزأ بأصدقائى عندما يعيشون تجربة الحب ووجدتنى أقنع
نفسى أنه ربما يكون مجرد أعجاب بها فشخصيتها جذابة ويرسم وجهها لوحة للجمال البرئ
الآخاذ ووجدت صوت داخلى يقول لى : أنت تحبها يا حسن فلا تكابر .....
وأنا أسأله بهذه السرعة كيف ويجيبنى
واسرع من هذا ايضاً ...
وصلت المستشفى
وجدت شوكت بيه وحيداً فى الغرفة مع يوسف .... رحب بى ولاحظت الأرهاق على ملامحه
سألته عن سحر فأخبرنى أنها تحضر بعض الأشياء من المنزل .... عرضت عليه أن يذهب
للبيت ليرتاح وأنا سأظل بجوار يوسف لأنى ألاحظ الأرهاق والشحوب بادياً على وجهه
فرفض الفكرة تماماً .... سألته عن الأدوية التى يتناولها وعن مرضه ....
نظر لى قليلاً ثم اجاب فى اسى إنه
يعانى من مشاكل بعضلة القلب وانسداد بالشرايين التاجية .
أخبرنى العبارة باستسلام يائس أثار
شفقتى وحيرتى فى نفس الوقت لماذا يتركه يوسف فى معاناته هذه ولا يقدم له الشفاء
كما يفعل مع الآخرين وتشجعت ووجهت له السؤال الذى يحيرنى : ويوسف ليه معملش معاك
زى ما بيعمل ويعالجك .
أبتسم شوكت بيه وأخبرنى أنهم منذ
أكتشافهم للهبة التى منحها الله ليوسف هكذا اطلق عليها لفظة الهبة ما استرعى
انتباهى للحديث اكثر
قال انه يراقب يوسف وتصرفاته فى صمت
ويتقرب منه قدر المستطاع محاولاً كشف الكثير من الغموض الذى يراه من يوسف وما
يفعله وأنه قد توصل لعدة أشياء منها أن يوسف لا يختار ما يفعله ولا مع من سيفعله
وكأن هناك قوى ما توجهه لفعل هذه الأشياء دون تدخل منه ولا أدنى أختيار فيوسف يعرف
حالته المرضية تماما وحاول مساعدته مرات عديدة ولم ينجح سوى فى إسكات الألم
وتسكينه وجعله فى حالة أفضل لذلك فهو يشعر بالألم ولكنه يحاول أن يخفيه عن سحر حتى
لا تهلع عليه وأخبرنى أنها لا تعرف حقيقة مرضه وكل ما تعرفه أنها التهابات بالشعب
الهوائية بسبب التدخين ولا يعرف عن الأمر
غير يوسف وأنا الآن وطلب منى عدم أخبار سحر ..... التى قد دخلت للغرفة فى هذه
اللحظة وشعرت بالأرتباك قليلاً أما هى فقد أبتسمت عندما رأتنى وقد تبدل حالها عن
الأمس فقد عادت بسحرها وجمالها وقد بدلت ثيابها وأستعادت رونقها وأبتسامتها ...
ألقت التحيه وقبلت وجنة والدها ووضعت
حقيبة كانت تحملها بالدولاب بالغرفة وجلست بالمقعد بجوارى وسألتنى عن حالى وجدتنى
أحكى لها من لحظة أنصرافى حتى عودتى بطريقة ساخرة عن نومى على الأريكة ورقبتى
والقطة وتاخرى عن العمل وهى تبتسم بين الحين والآخر ولاحظت أنها تحدق بعينيها
الجميلتين تتفرس ملامح وجهى وأنا أحكى
كنت لا أزال ممسكاً بكف يوسف فوجدته يضغط على أصبعى بيده ضغطة خفيفة تكاد أن تكون غير ملوحظة فنظرت لوجهه ثم ألتفت لسحر التى لم تلاحظ وهى تقف منتظرة ووجدتنى أنظر لشوكت بيه ورأيت فى عينه أنه لاحظ ما حدث فطلب من سحر الذهاب لوحدها لأنه يريد أن يتحدث معى قليلاً فأبتسمت قائلة : خلاص بقيتوا صحاب .. ماشى
خرجت من الغرفة وسألنى شوكت بيه عما كنت أقوله له فأخبرته فقام الرجل متحاملاً على عصاه فتركت يوسف وأتجهت أساعده وأمسكت بيده حتى وصلنا بجوار يوسف وظللنا ننظر بوجهه لكنى وجدت نفسى أقرب يد شوكت بيه التى أمسك بها من يد يوسف والرجل ينظر فى وجهى وقد أستسلم لى تماماً وفجأة وجدت يوسف يمسك بيد جده فى رفق ووجدت الجد وقد بدأت ملامحه الشاحبة تتبدل شيئا فشيئاً وكأن الدماء تجرى فى عروقه ووجدت شوكت بيه وقد مال فأحتضن حفيده وهو يبكى وأنا أربت على ظهره فى حنان مشفقاً عليه وفى هذه اللحظة تدخل سحر من الباب وتلتاع عند رؤية والدها يبكى محتضناً يوسف وتجرى علينا فيعتدل والدها وهو يمسح دموعه ويخبره أن يوسف حرك يده فظننا أنه أفاق فتتنفس سحر الصعداء وتمسك يد والدها لتعود به الى مقعده لكنى أطلب منها أن تذهب وشوكت بيه للمنزل وأن أظل أنا مع يوسف ويعودوا فى الصباح فرفضت لكن شوكت بيه ولمفاجأتى يربت على يدها الممسكة به ويطلب منها تنفيذ كلامى وتتعجب سحر من والدها وتنظر لى وله وتقول مداعبة : كده أنا أخاف .. الظاهر انتوا بقيتوا صحاب على الآخر ماشى يا أبو على هنمشى وهجيلك من النجمة يا سيدى ادام معالى المستشار أمر .
تتحرك تاركة يد والدها وتجمع بعض الأشياء من الغرفة وتقف أمامى وتمد يدها لتسلم على وهى تنظر الى عينى مباشرة ومددت يدى بسرعة وقد سرت رعشه فى عروقى من نظرتها وأظل ممسكاً بيدها هائماً فى عينيها متحيراً من لونهما الساحر الأخاذ الذى ولأول مرة ألاحظه وكأنى أراها للمرة الأولى فى حياتى كانت عيونها كالكهرمان والعنبر خضراوان ذا بؤبؤ بندقى أو دهبى لا أدرى عيون تحيرك وتأخذك فى سفر ملئ بالأسرار انا لم أرى أبداً مثل هاتين العينين البراقتين ...... وأفيق على شوكت بيه يطرق بعصاه الأرضية من تحته مثل قاضى المحكمة يبدو أنه لم ينسى طبيعة عمله ويأمرها بالرحيل أترك يدها لكنى متعلق بروحها وهى تمضى فى تؤده أمامى وتغلق الباب خلفها وهى ترمقنى بنظرة مودعة وأظل متسمراً فى مكانى لا أعرف كم مضى على وأنا فى وقفتى هذه أفيق على باب الغرفة يفتح ويدخل الطبيب ويذهب ليفحص يوسف ويحدثنى وأنا لا أسمع شيئاً أو أشعر بشئ فيأتى ويربت على كتفى ويطمئننى .... وأنا لا أدرى هل يطمئنني على يوسف أم يطمئننى على نفسى ويخرج الطبيب فألقى بنفسى فوق أقرب مقعد وأدور بعينى فى الغرفة وأشعر أن قلبى ليس على ما يرام فأضع يدى على صدرى فأجده يعلو ويهبط بقوة وكأنى كنت أعدو مئات الأميال ماذا حل بى الآن عرفت كيف يشعر من كنت أسخر منهم وأنتابنى خوف وهواجس ..... هل أنا حسن الوردانى ذاته ؟؟ ... وأقوم من جلستى وأحمل الكرسى وأذهب الى جوار يوسف وأجلس وأمسك يده وأضعها على قلبى لعله يشفيه يوسف فيهدأ ولو قليلاً لكن لا شئ
يتغير فأضع يده بين يداى وأنحنى واضعاً يده على رأسى .... لا شئ يجدى نفعاً يبدو أن مرضى لا شفاء منه ..... أرجع يد يوسف الى جواره وأقترب منه بالكرسى وأبدأ أشكو له ما أجده وما أشعر به وأنا أنظر الى وجهه وكأنى أرى وجهها فهو أشبه ما يكون بها وأسأله وأنا أتمنى أن يجيبنى لأعرف الحقيقة : هل أنا أحبها يا يوسف ؟؟؟
وانتفضت برأسى للخلف فى سعادة فقد كان يوسف يكلمنى أشعر بتدفق الكلام فى عقلى لكنى لا أعرف كيف يحدث هذا وفجأة فتح عينيه الجميلتان الشبيهتان بعينها !!!!!!!
يتبع الحلقة القادمة

متتأخرش عايزين نطمن على يوسف 😂
ردحذفهااااااااااااااااااااااايل شيقه جدا انا شخصيا حبيت سحر
ردحذفهااااااااايل جداااااااا شيقة جدا انا شخصيا حبيت سحر
ردحذفروووووووعة فعلا
ردحذفالجزء الخامس امتى
ردحذف